م .عبدالمحسن بن عبدالله الماضي
قبعات التفكير الست تحدد نمط التفكير عند الإنسان وأسلوب تعامله العقلي والفكري مع مجريات الأحداث.. والقبعات الست هي البيضاء وتمثل التفكير الرقمي، والصفراء المتفائل، والحمراء العاطفي، والخضراء الإبداعي، والزرقاء التفكير المنظم للعمليات.. وأخيراً السوداء وتمثل التفكير المتشائم الذي يركز على السلبيات.
معظم من ينتقد جامعة الأميرة نورة يرتدي القبعة السوداء وينظر لكل ما يحدث داخلها بروح المتشائم.. والجامعة كما يبدو لي وقعت بين مطرقة المتشددين وسندان المناهضين للفكر المتشدد.. حيث يرتدي الطرف الأول القبعة السوداء متشائماً من الجامعة ظناً منه أنها جامعة تغريبية تستهدف تحقيق الرؤية الغربية حيال المرأة السعودية.. في حين يقف الطرف الثاني على النقيض من ذلك ولكنه يرتدي ذات القبعة السوداء حيث يرى الجامعة بأنها أصولية متشددة.
والحقيقة أن الجامعة مُخرج طبيعي لثقافة المجتمع السعودي.. وجاءت تحقيقاً لرغبة شرائح عريضة منه بإيجاد جامعة نسائية تدار من قبل قيادات نسائية من أعلى سلم هرمها إلى أدناه لتلعب دورها في بناء الشخصية النسائية السعودية القادرة على مواجهة متطلبات الحياة.. وتأهيلها معرفياً ومهارياً وقيمياً للمنافسة على فرص العمل التي يتيحها سوق العمل السعودي للمرأة.
مؤسف جداً ألا يُنْظر للجامعة في إطار رؤيتها وهي أن تكون منارة المرأة للمعرفة والقيم.. وفي إطار رسالتها بكونها جامعة شاملة تسهم في بناء الاقتصاد المعرفي بشراكة مجتمعية وعالمية.. ولو كانت النظرة إلى الجامعة في حدود هذه الأطر المرجعية التي تستند لنظام البلاد وسياساتها وثقافة المجتمع السعودي وثوابته لغيرنا لون القبعة السوداء وارتدينا بقية القبعات لننصف قيادات الجامعة ونشجعهم على العطاء والعمل.
لنلبس القبعتين البيضاء والصفراء معاً ولنفكر بالأرقام بشكل متفائل لنصبح محفزين لا مثبطين فالجامعة ليست بالناشئة ولا العريقة.. فهي تجميع لكليات كان عدد طالباتها (12) ألف طالبة وقفز إلى (46) ألف طالبة وتواجه مقاومة كبيرة للتغيير وتمر بحالة انتقالية تتطلب جهوداً استثنائية في ظل ندرة الكفاءات النسائية.. ومع ذلك تحقق تقدماً ملموساً وناجحاً في كافة المجالات بشراكات دولية مميزة لاختصار الوقت والجهد والمال كما تحقق تقدماً كبيراً في متطلبات الاعتماد الأكاديمي.
أجزم أننا لو فكرنا بلغة الأرقام وبروح متفائلة لأصبحنا نرى نجاحات متسارعة لقيادات نسائية سعودية تخوض تجربة إدارية مليئة بالتحديات.. ولتحولنا من خانة النقد السلبي الذي يصل لمرحلة التشكيك بالنيات دون وجه حق إلى خانة الثناء الإيجابي المحفز لمواصلة العمل.