م .عبدالمحسن بن عبدالله الماضي
1 - العادة الخامسة من العادات السبع للأشخاص الأكثر كفاءة حسب (ستيفن كوفي) هي: افهم أولاً حتى يسهل فهمك.. وأن تفهم الآخرين أولاً يجب أن تحاول ذلك لا أن تشغل تفكيرك فيما سوف تقول رداً على كلام لم تفهمه لأنك لم تسمعه أصلاً.. أو تقع ضحية ما زُرِع في وجدانك تجاه ذلك الآخر فأنت لم تستوعب ما يقال لأنك تبحر في خيالاتك المشحونة تجاهه.. ولم تسمع إلا ما أوحاه لك خيالك.. ولكي تفهم يجب أن تستمع بنية الفهم.. لأنك إذا فعلت ذلك فسوف ترى الصورة أوضح وتعرف بيانات أكثر.. وهذا الذي سيتيح لك بناء التصور ويرسم المسار ويحدد الطريقة التي يجب أن تتعامل بها أو ترد أو تتجاوب أو تتفاعل.
2 - أن تسعى إلى أن تفهم فهذا يعني أنك مهتم وحريص وشجاع.. كما يعني ثقة المحاورين بك وباستقامتك ومصداقيتك وأهليتك لأن تكون طرفاً في الحوار.. ويعني كذلك قدرتك على التعاطف مع الآخرين إضافة إلى القدرة العقلية على الفهم والقدرة الشخصية على اتخاذ القرار ومواجهة المواقف.. ويساعدنا ذلك على أن نتعرَّف على المسارات الإرشادية التي تحدد الموارد المتاحة والعواقب المتوقعة والفرص الممكنة.
3 - محاولة أن تفهم تعني رؤية المشكلة من وجهة نظر الطرف الآخر.. وبالتالي سهولة الوصول إلى الاتفاق على القضايا الرئيسية.. وتحديد الخيارات المتاحة أو الجديدة أو الممكنة التي تحقق الكسب للطرفين.. فالحوار لا يتحقق إلا إذا كانت الأطراف كلها رابحة أما ما دون ذلك فهذا تفاوض وإملاء وفرض اتفاق مآله إلى الزوال حال تغير الظروف.
4 - ولكن كيف نفهم؟.. ليس من سبيل لذلك سوى الإنصات بغاية الفهم لأنه يرفع من كفاءة الإدراك ويقلل الأخطاء ويوسع من تبادل المعلومات.. فالاستماع الجيد هو السر والمفتاح للتواصل الجيد وبالتالي الفهم الجيد.
5 - يقول العلماء إن أول حاسة تعمل عند الإنسان هي السمع وبالتالي فإن أول مهارة يتعلمها الإنسان منذ ولادته هي الاستماع.. هناك من ينميها.. وهناك من يكتفي بما تعلمه منها في طفولته.. وهذا هو الفارق بين الناجحين في الحياة والمخفقين فيها.