م .عبدالمحسن بن عبدالله الماضي
- الدين والسياسة أمران مؤثّران في حياة الإنسان.. وهما في كل الأزمان متلازمان مع أنهما مختلفان في موضوعهما ومقاصدهما وأهدافهما وعناصرهما ونتائجهما والعاملين عليهما والمهتمين بهما والمتلقين لهما والمستفيدين منهما والمتضررين من نتائجهما.
- رغم الاختلاف الكبير بين الدين والسياسة إلا أن ترابطهما في الأداء وتزامنهما في العمل وتكاملهما في المهام جعل لهما حضوراً ظاهراً في حياة الإنسان في الزمان والمكان.. وتأثيرهما الاجتماعي كان دائماً تأثيراً طاغياً.. جعل شعوباً تعيش الرفاهية وترك أخرى تحيا حياة الكفاف.. كما أباد ومحق شعوباً أخرى.. وامتد ذلك التأثير على أفراد الشعوب والمجتمعات حتى وصل إلى أسمائهم.. وأوقات الأعياد والمناسبات والأفراح والأتراح لديهم.
- الدين بروحانيته وتعاليمه وجزائه المؤجل إلى ما بعد الممات.. والسياسة بواقعيتها ومناوراتها ونتائجها الفورية التي تمس الفرد في حياته.. جعلهما محل دراسة وتفكير وبحث وتمحيص من قبل كل مهتم.. ومع هذا فما زالت بواعث الجدل والاختلاف والتناقض هي السمة الظاهرة على كل بحث أو دراسة أو نتاج فكري.. والسؤال الدائم عن الدين والسياسة: هل هما مجالان مختلفان والصراع بينهما حتمي ولا بد أن يسيطر أحدهما على الآخر.. أم أنهما مجالان متكاملان ولكل منهما دوره في مسارات معينة يمكن أن يسودها الوفاق والوئام.. أم هما مجالان متوازيان لا تماس بينهما ويجب أن يسيرا دون التقاء أو احتكاك؟
- الداعية بما يحققه من حضور ويشعر به من تأثير على الجموع يتحول إلى سياسي.. فإذا كان يدعو بالأمس إلى الله تعالى فإنه يدعو اليوم إلى نفسه فصار بذلك قائداً سياسياً.. يوجّه الرأي العام ويؤثِّر فيه.. فلم يعد الدين قضية تعبدية، بل صار قضية مذهبية حزبية سياسية.. فتحول أفراد المجتمع إلى أتباع يحددون من خلال طائفتهم مواقفهم الشخصية.. فلم نعد متدينين خوفاً من النار وطمعاً في الجنة.. بل صرنا متدينين لأننا ضمن حزب قادته ينشطون لأهداف دنيوية.
- المتفق عليه أن الدين ثابت والسياسة متغيِّرة.. الدين أخلاق والسياسة مصلحة.. الدين يوحِّد والسياسة تفرِّق.. الدين سماوي والسياسة بشرية.. الدين آخرة والسياسة دنيا.. إذاً هما أمران متقابلان وإذا استغل أي منهما الآخر تحوَّل إلى أمر ثالث تعيش العراق وسوريا واليمن وليبيا فصوله.
- اللهم احم وطننا.