سعد الدوسري
لماذا يفرح أهالي الشهداء باستشهاد أبنائهم، كجنود في الحروب أو كضحايا في العمليات الإرهابية؟! لماذا نرى آباء الضباط الذين استشهدوا في الحد الجنوبي، وهم يهدون شهادتهم لله ثم للوطن، بكل فرح وغبطة؟! لماذا كل هذه السعادة في أحاديث أهالي شهداء العمليات الإرهابية في الدالوة بالأحساء والقديح بالقطيف والعنود بالدمام؟! لماذا كانوا كلهم سعداء بشهادة أبنائهم، وكانوا يتحدثون لوسائل الإعلام بأن الأيامَ التي وقعت فيها المجازر الوحشية الانتحارية، هي أيامُ زفافٍ لشبابهم وأطفالهم؟!
لا يمكن لعاقلٍ أن يضعَ لهذه المواقف الموحّدة والمشتركة إلاَّ تفسيراً واحداً، وهو أن ما يحرك مشاعر كل من يستظل بظلال هذه البلاد هو الإيمان بالله وحده، وأن هذا الإيمان لا طائفة له، وما المذاهب إلا تقسيمات أريد بها ضرب وحدة الصف الوطني.
إنَّ مّنْ سيحاولُ شق عصا أهل هذه الأرض، سيواجه إن شاء الله مصيراً واحداً؛ المزيد من الالتفاف حول الوطن الواحد، وهذا لن يرضي واضعي المخطط الأسود الجبان، الذين ظنوا أن الدفاع العسكري عن الجنوب، أو أن العمليات الإرهابية في الدالوة أو القديح أو العنود، ستكون كافية لإشعال الفتنة، لكن المفاجأة أنها زادت المجتمع المتنوّع طائفياً تماسكاً.
شكراً لكل الأمهات اللواتي أعطيننا دروساً ملهمة، حين زففن أبناءهن بفرح إلى فردوس الشهادة، سواءً كان هؤلاء الأبناءُ جنوداً على الحدود الجنوبية، أو مصلينَ في مساجد المنطقة الشرقية، أو رجالَ أمنٍ داخليٍّ في كلِّ جغرافيا الوطن.