فهد بن جليد
هي جريمة (قذرة)، وتحول نوعي لتفجير المساجد وقتل الأبرياء من المُصلين، تنكشف معها النوايا الخبيثة لخطط الجماعات الإرهابية، وحيلهم لضرب وحدة الوطن وأمنه واستقراره، وهذا الفكر المُنحرف لم يعد ينطلي إلا على السذّج والغوغاء وحدهم!.
فصور التلاحم السعودي التي أعقبت الحادث الإرهابي في القديح، وتماسك المجتمع السعودي بكل أطيافه ومكوناته، ورفضهم القاطع لهذه الجريمة النكراء، تدل على الحكمة والتروي الذي يتمتع به المواطن السعودي اليوم، وثقته في الأجهزة الأمنية وقدرتها على حمايته أولاً، وكشف العناصر المتورطة في هذا النوع من الإرهاب الجديد، الذي هو (بصمة خارجية)، يعمل وفق أجندة مشبوهة، وإن نفذته أيدي سعودية مُغرر بها؟!.
بكل تأكيد جريمة القديح لا تستهدف أهل القطيف وحدهم، بل جميعنا مستهدفون (وطن ومواطنون)، فالوطن كله شعر بخطر الجريمة، وعرف أنها تهدف لبث الفوضى، والفُرقة، وهي مُجرد محاولة بائسة لإشعال نار الفتنة بين الناس، بزرع جرثومة الطائفية في جسد المجتمع السعودي، لضرب نسيجه المتعايش والمُتسامح!.
تعامُل السعوديون مع الحدث داخل وخارج القطيف بثقة ووعي، وتصدر العقلاء للمشهد، فوت بكل تأكيد الفرصة، وضيعها على من خطط ونفذ هذا العمل الإرهابي، وانتظر منه أن يخلق الفوضى، ولكن ولله الحمد أثبت السعوديون - مرة أخرى - شجاعة كبيرة في التلاحم والاصطفاف خلف راية واحدة، وقيادة واحدة، تماماً مثلما اثبتوا ذلك في حادث (الدالوة بالأحساء) سابقاً، وكيف تجاوز الوطن هذا الجرح، الذي زاد من تماسك المجتمع ووحدة الصف!.
هاهم المجرمون يحاولون من جديد بسيناريو مُختلف، وفي مكان آخر، ليكون الرد الأولي ثابت، ففي الساعات الأولى للحادث اختلط دم المتبرعين من المواطنين (السنة والشيعة) لتقديم العون والفزعة للمُصابين في صورة أخوية، واتفق الناس ووسائل الإعلام على أن من سقطوا في المسجد هم شهداء أبرياء، وخرج سماحة مفتي عام المملكة ليعد ما حدث جرم وعار وأثم عظيم لعن الله من خطط له ودبر له وأعان عليه، لقد وقف الجميع مع القديح، وشعروا بالألم والحزن الذي يشعر به أهل الشهداء والمصابين!.
لقد فات على المجرمين أن وعي المواطن السعودي، يفوق خططهم وحيلهم المريضة، فلا مكان للطائفية البغيضة بيننا، فنحن شعب واحد، وأبناء وطن واحد، تحت راية واحدة، وخلف قيادة واحدة!
وعلى دروب الخير نلتقي.