ناهد باشطح
فاصلة:
(من السهل تجنب الرمح ولكن ليس السيف المخبوء)
- حكمة صينية-
بالرغم من بشاعة حادثة تفجير مسجد الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه، مازالت حسابات بعض المثقفين أو بعض مشايخ الدين في موقع تويتر تتحدث عن طقوس الشيعة أو معتقداتهم الدينية بخطاب عدواني.
الإشكالية أن تقديس البعض لهذه الشخصيات العامة يجعله بالفعل يغيّب تحليل الحدث عن إطاره الصحيح، ليصبح المهم الهوية الدينية لمن أجرم ولمن صار ضحية بغض النظر عن أن الضحايا مواطنون سواء كانوا شيعة أو سنّة.
ابن بلدك يقتل بلا جريمة وقاتله يفترض أنه ابن هذه البلد والدولة تحاول إعادة المتورطين التائبين إلى طريق الصواب بالمناصحة، وتعاقب من يمارس الإرهاب ويستمر في ضلاله الفكري، بينما أنت تنشغل بما حفظه عقلك المبرمج من معلومات عن الممارسات والطقوس الدينية لبعض الشيعة!!
إن تحليل رسائل بعض مجموعات الواتس أب وتغريدات أهل تويتر توضح أننا بحاجة إلى مشروع وطني جبار لإشاعة السلام وقبول الآخر ليس فقط عن طريق نشر محاضرات وندوات وإنما بتصميم وطني حقيقي لإشاعة قيم السلام والتسامح.
خبراء علم النفس يدركون تماما التعامل مع هذه الاضطرابات في الشخصيات بما يؤثر على قيم الناس وقناعاتهم ولكننا للأسف لم نستطع أن نستفيد من النظريات النفسية الحديثة في معالجة اضطرابات التفكير ولم نستطع في حربنا ضد الإرهاب والتطرف والطائفية أن نشيع ثقافة السلام والتسامح وقبول الآخر.
إن علينا كمواطنين دور كبير في حماية وطننا من المفترض أن يتكاتف مع دور الدولة.
وإذا كان هناك من لا زال يوقد النار ببث سمومه عبر رسائل تحمل ضمنيا بث العداوة بين أبناء الوطن فلا بد بالفعل من محاسبة من يفعل ذلك علنا في مواقع التواصل الاجتماعي ويؤثر على قناعات البسطاء ويؤجج نار الطائفية.
لكي نكون وطن آمن علينا بالفعل كمواطنين أن نعي دور ما نتناقله من أخبار أو رسائل عبر مواقع التواصل الاجتماعي لأن بعضها يحمل في مضمونه سموما خطيرة علينا إلا نسمح لها بنخر جسد وطننا الآمن.