ناصر الصِرامي
خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز اكد بوضوح وحزم «ان كل مشارك أو متعاطف مع جريمة القديح سينال عقابه، ولن نتوقف عن محاربة الفكر الضال والقضاء على الإرهابيين».
فالمملكة العربية السعودية التي ظلت هدفاً للارهابيين وفكرهم الضال منذ عقود تواصل مواقفها الصلبة في مواجهة الارهاب مهما تلون واخذ اشكالاً متفاوتة، او كلمات وخطبا مضللة. ولعلنا اليوم نرفع سقف المواجهة مع هذا السرطان الارهابي الخبيث.
قدر السعودية كبلد للحرمين الشريفين، وللمسلمين في كل الارض، ان تبقى منارة للتسامح والعيش المشترك، مهما علت اصوات الطائفيين والارهابيين والمتعاطفين او المتعاونين معهم، وكل من في نفسه هدف من تصعيد الارهاب ووضع التطرف في الواجهة.
السعودية ظلت دائماً هدفاً لكل حركة دينية متطرفة من جيهمان للقاعدة ،ثم داعش اليوم، وهي تنظيمات سنية، ناهيك عن التنظيمات والمليشيات المسلحة الشيعية، كما الدول المصدرة للارهاب وثورتها المتطرفة ،ايران-. لكن من المهم ان يفهم الجميع ان السعودية لم ولن تسيس القضايا الأمنية، بل تقدمها كما هي لان الوطن للجميع وحمايته غاية واولوية في قمة الهرم لا تقبل المس.
الملك سلمان بحسم وحزم، وبعد وقت قياسي من كشف الداخلية السعودية لجريمة القطيف الارهابية، التي نفذتها خلية داعشية، وفي رسالة وجهها الى سمو ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية سمو الامير محمد بن نايف، قال الملك: «لقد فجعنا جميعاً بالجريمة النكراء التي استهدفت مسجداً بقرية القديح مخلفة ضحايا أبرياء ولقد آلمنا فداحة جرم هذا الاعتداء الإرهابي الآثم الذي يتنافى مع القيم الإسلامية والإنسانية.
«إن كل مشارك أو مخطط أو داعم أو متعاون أو متعاطف مع هذه الجريمة البشعة سيكون عرضة للمحاسبة والمحاكمة وسينال عقابه الذي يستحقه ولن تتوقف جهودنا يوماً عن محاربة الفكر الضال ومواجهة الإرهابيين والقضاء على بؤرهم».
إنها رسالة التصميم، السعودية المتجددة والحاسمة دائما في مواجهة الارهاب مهما كان مصدره ،والملك سلمان رفع سقف السعودي في مكافحة الفكر الارهابي والتكفيري ليصل الى جمهور المتعاطفين وهم الاخطر، منهم الخلايا النائمة، وعبرهم يتم التجنيد والتمويل والدعم.
فالحرب على الارهاب مستمرة في السعودية ولن تتوقف، بل قد تتصاعد حتى يتم القضاء على بؤرهم الفكرية ومساحات تحركهم وتواجدهم. مواجهة مباشرة ستستمر بأشكال متنوعة وضاغطة على التكفيري والارهابي ودعاتهم.
والحقيقة ان دواعش الداخل هم اعوان الشر لاخوانهم دواعش الخارج، حتى وان كان الأخير مخترقا من استخبارات خارجية، الا ان الفكر والعنصرية نفسها والعدواة والكراهية واحدة، وهذا سر التعاطف والتعاون وحتى الدفاع عنهم، بل والصمت من قبل البعض او التلاعب بعمومية الكلمات والعبارات لحجب نواياهم، نوايا الشر بالوطن واهله.
من اللافت في بيان وزارة الداخلية الاخير حول حادثة القديح الارهابية ،-وهو بيان يضاف لنجاحات جهازنا الامني في الوصول الى المنفذين الاجراميين-، في البيان اشير الى القبض على مراهقين احدهم (??) والاخر (??) سنة، وهو امر يستحق الاشارة اليه بوضوح، هؤلاء لم يعرفوا ( ??/9) وتفجيرات القاعدة في نيويورك وما بعدها في الرياض، لم يعوا القاعدة ، لكن المؤشر المزعج هنا، هو ان «مكينة» التفريخ الإرهابي مستمرة، وان برامج المواجهة الفكرية والتعليم لم تحقق المامول منها، فالغالبية من يتم القبض عليهم هم في العشرينات تقريبا. وهو ما يستحق التأمل.
بعد التفجير الارهابي في القديح، ومع بيان وزارة الداخلية ، ثم تتويجا بكلمات الملك سلمان بن عبدالعزيز، يبدو اننا سندخل في مرحلة حزم جديدة في مواجهة الارهابيين والتكفيريين في الداخل، مواجهة لعلها تكون اشمل لتصل العقوبات الى المتعاطفين والمباركين لاي عمل ارهابي في اي بقعة من الوطن، وهو ما يتطلب قانونا سعوديا وطنيا لتجريم الطائفية والعنصرية، تجريم من يمارسها او يشارك فيها او يتعاطف مع اصواتها ودعاته اولا، في منابر الواقع وفي العالم الافتراضي.