بيروت - باريس - وكالات:
في خضم التطورات الميدانية المتسارعة في كل من سوريا والعراق، خصوصاً بعد سيطرة تنظيم داعش الإرهابي على مدينة تدمر الاثرية في وسط سوريا ومدينة الرمادي الواقعة على بعد 100كلم غرب بغداد وسط مواجهات في الجانبين وقصف متواصل من النظام تنظم دول التحالف اجتماعاً جديداً حول سوريا والعراق وبحث التطورات المتسارعة لتنظيم داعش الإرهابي في باريس في الثاني من شهر يونيو المقبل وذلك بمشاركة وزير الخارجية الامريكي جون كيري ورئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي كما اعلنت الحكومة الفرنسية أمس الأربعاء. وقال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس في خطاب ألقاه أمام طلاب (سأستضيف في باريس في 2 يونيو المقبل بالاشتراك مع كيري والعبادي اعضاء التحالف الدولي للحديث عن العراق).
وقال فابيوس إن الاجتماع سيتطرق أيضاً الى الملف السوري، وبحسب مصادر حكومية فإن وزراء خارجية نحو 20 دولة سيشاركون في هذا الاجتماع بينهم، خصوصا الألماني فرانك فالتر شتاينماير بالإضافة إلى ممثل عن الأمم المتحدة وآخر عن الاتحاد الأوروبي.
وجاء هذا الإعلان متزامناً مع أنباء أكدت سيطرة تنظيم داعش سيطرة شبه كاملة على تدمر بعد انسحاب عناصر قوات النظام السوري بكثافة من كل المناطق.
وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان فقد انسحبت أعداد كبيرة من الجنود السوريين إلى خنيفيس الواقعة جنوب تدمر، مشيراً إلى أن العديد من السكان المدنيين نزحوا الى مدينة حمص أو في اتجاه دمشق.
وقال الناشط محمد حسن الحمصي المتحدر من تدمر لفرانس برس عبر الإنترنت إن الطيران الحربي أغار على المدينة بعد سقوطها في أيدي التنظيم وسيطرة التنظيم أيضاً على مقار أمن الدولة وقيادة المنطقة وفرن المدينة.
وبدأ التنظيم المتطرف في 13 هجوماً في اتجاه تدمر الواقعة في ريف حمص الشرقي التي تتمتع بموقع جغرافي استراتيجي بالنسبة إليه إذ تفتح له الطريق نحو البادية المتصلة بمحافظة الانبار العراقية ونحو مدينة حمص مركز المحافظة كما انها مهمة من الناحية الدعائية كونها محط انظار عالمياً بسبب آثارها المدرجة على لائحة التراث العالمي.
وسيطر التنظيم خلال الايام الماضية على مدينة السخنة وحقلي الهيل والآرك للغاز وقرية العامرية وهي مناطق في محيط تدمر.
ويثير وصول التنظيم الى تدمر قلقا حول مصير آثارها العريقة لاسيما ان له سوابق في تدمير وجرف الآثار والتماثيل في مناطق عدة في العراق وسوريا.
وكانت معارك عنيفة قد دارت منذ أمس في الجهة الشمالية لمدينة تدمر بين قوات الأسد وتنظيم داعش حسبما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وفي شمال غرب البلاد قتل 22 مدنياً إثر قصف من الطيران الحربي السوري على بلدة دركوش في ريف أدلب غداة خسارة النظام معسكر المسطومة أكبر قاعدة عسكرية متبقية له في هذه المحافظة الحدودية مع تركيا التي بات مقاتلو المعارضة يسيطرون على غالبيتها. ولم يبق للنظام تواجد نوعي في محافظة ادلب الا في مدينة اريحا الواقعة على بعد سبعة كيلومترات جنوب المسطومة ومطار ابوالضهور العسكري الواقع على بعد اكثر من 50كلم جنوب غرب المنطقة.