سعد الدوسري
كما يحدث كل عام، تكون فترة ما قبل الامتحانات وفترة الامتحانات كابوساً يقضُّ مضجعَ الآباء والأمهات، لكون هذه الفترة تضجُّ بالصخب والانفلات، خاصة لدى الفتيان والشباب الذين يتغافلون أسرهم، تحت غطاء الانشغال بالمذاكرة، وبسبب تغير جداول المدارس وخروج الكثيرين مبكراً دون علم الأهالي، وهو تقصير من قبل مدراء ووكلاء ومرشدي المدارس، لم تنفع كل التحذيرات وكل المقالات في تجاوزه.
إنَّ الفترة ما بين خروج الطلبة من أسوار مدارسهم وما بين وصولهم لبيوتهم، كما ألمحتْ الأخت بدرية الشمري، تعد مصيدةً سانحة لمن شاء أن يخطط لإصطياد هذه الشريحة، سواءً من مروجي المخدرات أو عملاء الإرهاب. فهؤلاء الفتيان بعيدون عن الرقابة المدرسية، لأنهم خرجوا من المدرسة، وليست هناك آلية لبقاء مشرف معهم حتى وصول سائقيهم أو أولياء أمورهم، وقد يأخذهم من يأخذهم، دون أن يسأله أحد عن هويته! والتبرير من المدرسة جاهز، فلقد خرج الطفل أو الفتى من المدرسة، وانتهت علاقتنا معه، منذ لحظة خروجه.
هذه الحالة تظهر في الأيام العادية، فكيف بأيام الامتحانات الصاخبة وغير محددة الوقت، والتي قد تستمر لأسبوعين قبل الامتحانات وأسبوعين أثناءها؟! وسوف لن أكون مثالياً وأقول إن بإمكاننا، كوزارة تعليم وكأولياء أمور معالجتها، لكنني أفترض أن نضع أيادينا معاً ونطالب الجهات الأمنية أن تقدم العوم لنا، إلى أن نصل لمنطقة تكون فيها مسؤولية إستلام أولياء الأمور أو من يمثلهم للأطفال والفتيان والشباب، مناطة بقطاع أمني تابع للمدرسة أو الوزارة أو لأي كائن من يكون.