فهد عبدالله العجلان
بعيدا عن حسابات النصر والهزيمة التي يلوكها المغيبون عن النتائج الإستراتيجية، فإن القراءة السياسية الجلية لخرق عصابة الحوثي والمخلوع للهدنة الإنسانية التي طرحها والتزم بها التحالف رغم أنه الطرف القوي، هي أن الصراع في اليمن بين طرفين.؛ شعب يؤيد الشرعية ويريد استعادة مؤسساته المسلوبة وطرف لا يملك أي مشروع سياسي وطني يقدمه أو يفاوض حوله، فهو مجرد فراش نار يقتحمها ليموت وينتهي!
مؤتمر إنقاذ اليمن كما وصفته الحكومة الشرعية، وكما يمثل خارطة طريق حقيقية لاستعادة الوطن المختطف، وكما يمثل تحالف المجتمع اليمني لمواجهة أعدائه، فالمجتمعون في الرياض يمثلون كل ألوان الطيف السياسي، ولم يغب عنهم سوى قتلة الشعب عصابة الحوثي والمخلوع علي عبدالله صالح الذي شارك قيادات من حزبه في المؤتمر.
خارطة الطريق التي رسمت ملامح الثوابت اليمنية في مواجهة تداعيات التدخل الأجنبي الإيراني، تضمنت بنوداً هامة قد يكون من أبرزها إعادة بناء المؤسسة العسكرية التي حولها المخلوع إلى مليشيا لا تدين بالولاء للوطن، كما تضمنت سرعة إيجاد منطقة آمنة تُمارس من خلالها الحكومة الشرعية دورها ومهامها لإعادة البناء.
لكن، في الوقت الذي يسعى فيه اليمنيون إلى ترميم ومعالجة تشوهات وجه اليمن الحزين، طالب الحوثيون المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ أحمد أن تكون إيران شريكة في أي مباحاثات سلام ترعاها الأمم المتحدة، هذا الإصرار الحوثي يكشف حجم التبعية الذي أوصل اليمن إلى ما وصل إليه، كما يكشف حجم التورط الإيراني في إجهاض كل صيغ الحوار والحلول المتاحة في الساحة اليمنية.
أخيرا، فإن المهم في اجتماع الرياض أنه لم يكتف بترميم الوجه السياسي لليمن بل تضمن إعادة الرفاه إلى الشعب بالتعاون مع دول مجلس التعاون الخليجي، من خلال إعادة تأهيل الاقتصاد الذي أنهكته الصراعات والانقسامات ومصالح السياسة الضيقة، لكن خارطة الطريق ستكون أمام تحدي الوعي السياسي النخبوي والشعبي اليمني الذي كشفت له الأيام من يمد له يده ليخفف جراحه ومن يمد يده إليه ليكون شريكاً في قتل أخيه!