واشنطن - وكالات:
نشرت المخابرات الأمريكية أمس وثائق قالت إن قوات أمريكية صادرتها أثناء غارة قتلت فيها زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن بمقره في أبوت اباد بباكستان عام 2011.
وشملت المواد المنشورة وثائق رفعت عنها السرية وقائمة بكتب باللغة الإنجليزية صودرت من المقر ومواد نشرتها جماعات متشددة أخرى.
وأظهرت الوثائق التي صودرت من مخبأ أسامة بن لادن في باكستان اهتمام ابن لادن بمهاجمة أهداف أمريكية وضغط على أجنحة تنظيم القاعدة لتجاوز ما بينها من منافسات والتركيز على تلك القضية.
وأظهرت رسالة بتاريخ يوليو 2010 كانت بين المواد التي نشرتها المخابرات الأمريكية أن بن لادن ضغط على تنظيم القاعدة في اليمن وهو من أكثر الأجنحة نشاطا لتحقيق السلام مع الحكومة والتركيز على «أمريكا». وكان رأي بن لادن هو أن تنظيم القاعدة في جزيرة العرب يجب أن يوقع هدنة مع السلطات اليمنية أو يتوصل لترتيب مناسب تترك بموجبه السلطات اليمنية التنظيم وشأنه «مقابل التركيز على أمريكا».
وتضمنت الوثائق التي نشرت تفاصيل أيضا عما قيل إنها مفاوضات بين القاعدة وحلفائها في حركة طالبان الباكستانية وممثلين للمخابرات الباكستانية، وكذلك ما يبدو أنها استمارة طلب للالتحاق بالتنظيم، وتظهر الوثائق ومعظمها مذكرات داخلية أو مسودات لخطب لم تلق، أن بن لادن كرجل مهووس بالإدارة.
وجاء في مذكرة تدعو إلى الإقبال على تدريبات مهنية «أن إحدى التخصصات التي نحتاج إليها ولا يجب أن نهملها هي علم الإدارة». كما قرر التنظيم في إحدى مذكراته إرسال المقاتلين المتميزين للدراسة في الجامعة «بما يتيح توفير جيل جديد من المقاتلين المجازين في العلوم السياسية والاقتصادية والهندسة».
كما أشارت المذكرة إلى ضرورة توفير كيميائيين من أجل «صنع متفجرات، بالإضافة إلى متخصصين في الإعلام والاتصال لأن أسامة بن لادن كان ينوي إحياء الذكرى العاشرة لاعتداءات سبتمبر 2001 من خلال إطلاق حملة دعائية كبيرة، لكنه قتل قبل حلول الذكرى بأربعة أشهر.
ومن ناحية الاحتياطات الأمنية ذكرت إحدى المذكرات أن ابن لادن طالب إحدى زوجاته عند عودتها من إيران بالتخلص من كل مقتنياتها حتى الملابس والكتب وكل ما كانت تملكه في إيران، معللاً ذلك بأنه تم تطوير شرائح (إلكترونية) مؤخرا للتجسس، وهي دقيقة إلى الحد الذي يمكن إخفاؤها بسهولة في حقنة.
ومن هذه الوثائق التي كشفت عنها وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه) بينها رسالتان من حمزة نجل أسامة بن لادن إلى والده، ورسالة من والدته تدعوه إلى «السير على خطى» والده، ومراسلات بين قادة التنظيم تشير إلى رغبة الشاب بالعمل على غرار والده.
ومن غير المعروف ما إذا كان حمزة الذي وصفه نائب بريطاني بـ»ولي عهد الرعب» ويبلغ من العمر اليوم 27 عاما كان موجودا في باكستان عند وقوع الهجوم على والده.
وقال ديفن نونيز رئيس لجنة المخابرات بمجلس النواب الأمريكي في بيان إن الإفراج عن 86 تقريرا جديدا يجعل العدد الإجمالي للتقارير التي رفعت السرية عنها بعد مصادرتها من منزل بن لادن 120 تقريرا.
وقال «أتطلع إلى الانتهاء من الجهود المستمرة لرفع السرية عن مئات (التقارير) التي عثر عليها في أبوت أباد للوفاء بمتطلبات الكونجرس».