د. خيرية السقاف
عرفت مكمن الدفء، موطن طمأنينتها...
ومأوى لا يخيب لجوءها..
النخلة، الممتشقة في نوفها..
تلك النحلة اليتيمة ضلت سربها..
أو لعلها قصدت مأمنا لخلية جديدة,
وأهلا سيأتون..!
هنا في لحاء النخلة، وعند شارفة العذوق..
سكنت وحيدة في الانتظار..
كل صباح كنتُ أنتظر معها من سيأتيها..
شغلتني ذات أيام عنها شواغل.. فتأخرت عنها..
وحين جئتها كنت مكللة بأمل أن تكون هناك في مكمن دفئها
في انتظار من سيأتيها ولم ترحل..
وحدث..
النخلة تطل عليها بعذوقها المثقلة بالرطب
أما هي فقد التف حولها سوادٌ من أهلها..
خليتها بدأت في التكوين..
وتكوَّنت..
كل فجر تتسع ....،... وكبرت..!
وتقطَّر الشهدُ..
من مكن آخر قوافل النمل أول القاصدين..
يتربص النمل بالخلية..
والنحل يتحلق.. يعود يلتم..
دبيبه يوقظ نشوة التأمل..
المقعد الخشبي انزاح من مكانه عند مدخل الحديقة
ليكون المجاور حدَّ النخلة..
في انتظار من يقتعد..!!
في الفجر الذي يجيء كل يوم ثمة ما يحدث
وحدث...!
النحلة الملكة تموت..
الخلية تفرغ من النحل..
على حين غرة تغطيها قوافل النمل..
المقعد خالٍ..
النخلة لا تزال تطل..
تمنح الخلية سكن الدفء، ولا تبالي..!!