عبد الرحمن بن محمد السدحان
تعيش بلادنا الغالية هذه الأيام فرحة تتجدد مع كل منجز تنموي تحققه في مسيرة البناء، فقد أكملت مؤخراً المائة يوم الأولى في عهدها الجديد، عهد سلمان العزم والحسم والإرادة التي تتحدى المستحيل! مضت مائة اليوم الأولى من ولايته المجيدة متوّجةً بالعديد من الإنجازات الكبيرة، كان أولها الانتقالَ الميمونَ للسلطة من عهد إلى عهد في سلام وأمان وثقة، بعد أن ودعنا والد الأمّة الملك عبدالله بن عبدالعزيز طيب الله ثراه وأحسن مأواه إلى دار الخلود محفوفاً بالدعاء له بالرحمة والغفران مع الصديقين والشهداء والصالحين، بإذن الله!
* * *
إن (مئة اليوم الأولى) في عهد سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز أيده الله، هي رقم حسابي في ذاكرة الزمن، لكنها في المفهوم التقديري والمعنوي للإنجاز الإنساني تعادل أمثالها مائة ألف ضعفٍ زاخرة بالمنجزات الكبرى تشهد لها وبها الوقفات التالية:
الوقفة الأولى:
الانتقال الميمون والمحمود لسلطة الحكم في البلاد من السلف إلى الخلف، بلا زوابع ولا فتن ولا محن، وتلك وربي نعمة كبرى، وتمثلت القيمة الحقيقية في هذا المشهد استمرار التطلع نحو غدٍ أفضل وأقوم سبيلاً لهذا البلد الأمين!
* * *
الوقفة الثانية:
وقد جسدتها اليقظة المباركة بإعادة هيكلة بيت الإدارة السعودية مراجعةً وتقويماً وشفافيةً وترتيباً، تناولت قطاعات شتّى من شؤون البلاد، سياسيةً وأمنيةً واقتصاديةً وتنمويةً، مستهدفة الفوزَ بنتائج أسرع إنجازاً وأبلغ تأثيراً، وهو ما نشهده الآن في هذا العهد الزاهر منذ فجره الأول!
* * *
كان أبرز ثمار هذه اليقظة المباركة ما يلي:
أ) ضخ العديد من الكفاءات الوطنية الشابة المؤهلة في شرايين الأجهزة التنموية، وجاء في مقدمتها إعادة تشكيل مجلس الوزراء عصب القرار التنموي، وصانع حراكه.
* * *
ب) تأسيس مجلسين جديدين تحت قبة مجلس الوزراء، يهتم الأول بالشؤون السياسية والأمنية برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وحارس الأمن الأمين، ويركز الثاني على مسائل الاقتصاد والتنمية، برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي ولي العهد وزير الدفاع والمستشار الخاص لخادم الحرمين الشريفين أيده الله، كما ربطت أمانة كل مجلس بالأمانة العامة لمجلس الوزراء تنسيقاً وتنظيماً، ويتناول المجلسان عبر اجتماعاتهما المتعددة كثيراً من القضايا المهمة مما تزخر به ذاكرة الوطن، شؤوناً وتحديات وآمالاً، على الصعيدين المحلي والإقليمي والدولي.
* * *
الوقفة الثالثة:
وقد تجلت فيها قمةُ الحنكة السياسية والعسكرية استقطبت آثارُها ومظاهرُها الاسماعَ والأبصارَ محلياً وعربياً ودولياً. وفي ظلالها نشأت (عاصفة الحزم) المباركة التي تصدت فيها المملكة وحلفاؤها بحزم وعزم وبسالة للعبث الحوثي في اليمن الشقيق، انقاذاً له من الظلم والعدوان الحوثي، ومن يقف وراءه، تمويلاً وتأييداً وعتاداً، وانتهت تلك الحملة الجوية الباسلة بعد أسابيع قليلة بتفوق مؤزر استطاعت خلالها أن تقلَّمَ أظافر الميليشيا الحوثية، وتقطع شرايين المدد العسكري واللوجستي لها جواً وبحراً وبراً، وقد قاد هذا الحراك العسكري والإنساني المؤزر (سلمان الحسم) خادم الحرمين الشريفين أيده الله بما أوتيَ من حكمة وسرعة بديهة وسداد رأي، وحرص حفظه الله أن تتم بأسلوب لا يعكّر صفوَ الاستقرار العام في البلاد.
* * *
باختصار: ستبقى المائةُ يوم الأولى من عمر هذا العهد المجيد شعاعاً مضيئاً في ذاكرة الوطن، وستبقى سيرة أبطالها الميامين نياشينَ فخر واعتزاز لنا جميعاً، قادةً وسياسيين وأفراداً.