صيغة الشمري
يواجه وزير الصحة الجديد -وفقه الله- الكثير من الملفات العالقة التي تحتاج إلى حل سريع نظرًا لارتباطها أكثر من غيرها بصحة المواطن أو مستقبلة مما يجعلها تحتل الأولوية القصوى عما سواها من بقية الموضوعات الصحية الأخرى، أهم هذه الموضوعات هو موضوع يخص عشرات الألوف من أبنائنا حملة الدبلوم الصحي، الذين وجدوا أنفسهم فجأة ودون مقدمات غير مرحب بهم في العمل في بلدهم عبر حجج وذرائع وهمية لم نسمعها في أي بلد من بلدان العالم غير بلادنا حفظها الله،
وإن كان عذر وزارة الصحة ضعف مستواهم أو عدم قدرتهم على تجاوز اختبارات التخصصات الطبية فهم أحق بالتدريب من غيرهم ممن تستقدمونهم من الخارج وتقومون بإدخالهم دورات تدريبية حتى يصبح مستواهم العملي والعلمي موازيًا للمتخصص من دول أخرى، ثم إن كان الحديث عن ضعف المستوى فهو حديث غير مقبول من وزارة الصحة، نظرًا لأن ضعف المستوى يطال نتائج ومحصلة وخلاصة إنتاجية وزارة الصحة، وليست تلك الوزارة التي حققت أداءً متكاملاً عالياً لنقبل حرصها ورفضها قبول أكثر من عشرة آلاف طالب وطالبة، منذ خمس سنوات مضت وهم يطرقون أبواب وزارة الصحة دون أن يجدوا من يقبل شكواهم ويتفهم مطالبهم كون هذه مشكلة تخص بلادنا ولا تخص وزارة الصحة وحدها، ويكفيهم مبررًا لقبولهم وتدريبهم أنهم اختاروا الانضمام والعمل في مجالات القطاع الصحي وهذا يجعلهم أولى من غيرهم من الأجانب الذين يتم استقدامهم وتدريبهم، الذي يثير التساؤل هو عدم نظر المسؤولين في وزارة الصحة لهذه المشكلة أنها مشكلة وطن وليست مشكلة وزارة لأنها تخص شريحة واسعة من المواطنين وتمس معيشتهم بشكل مباشر وعلى وزارة الصحة أن تتحمل مسؤوليتها كاملة في هذه القضية، لأنها سمحت لمعاهد صحية أهلية أن تمنح شهادات دبلوم صحي أمام عينيها ولم تدرس قرار الإلغاء بشكل عميق قبل تطبيقه ونسف أحلام أكثر من عشرة آلاف طالب يتهددهم الفقر وضيق العيش، ولو تخيل مسؤول واحد من مسؤولي وزارة الصحة أن أحد هؤلاء الطلبة ابن له لما حصل ما حصل ولوجدنا قرارًا يقدم مصلحة هؤلاء الطلبة ويجد حلاً غير هذا الحل المجحف، الأمر المفاجئ والأكثر غرابة أنه قد صدر أمر ملكى كريم برقم وتاريخ على ضرورة إنهاء وضع هؤلاء الطلبة والتنسيق مع كافة الجهات ذات العلاقة سواء كانت حكومية أو أهلية، وهو أمر لا يقبل معه عذر أو تراخ، ولو كان لي من الأمر شيئًا لأمرت بالتحقيق مع الذين لم يحركوا ساكنًا ولم يتفاعلوامع الأمر السامي الكريم كما يجب، بل الأمر والأدهى أنه تم توظيف بعض منهم مما زاد البقية إحباطًا، أن وزير الصحة الجديد يحمل فكرًا إداريًا مختلفًا ومتقدمًا يحمل معه التفاؤل وبشائر الخير لمجموعة من الإداريين والمسؤولين المتجددين بروح شابة وحازمة لا تقبل ترك الأمور عالقة دون حل جذري، كما أنها تفكر بمشكلات الآخرين وكأنها مشكلتها الخاصة وهذا مما جعل أرامكو تحافظ على مستواها المتميز ولم تفقده بعد رحيل الموظفين الأجانب من دفَّة قيادها، هذه ورقة عمل حاسمة سيجدها الوزير بين أوراقه حيث إن هناك أكثر من عشرة آلاف عائلة ينتظرون الفرح يدخل بيوتهم بقرار حاسم من معاليه.