كتب - علي الصحن:
من الطبيعي أن يخسر الهلال، ومن الطبيعي أن يفوز النصر -بغض النظر عن أخطاء التحكيم التي تجلت البارحة- و أسهمت في تغيير مسار النتيجة، فهذه هي المنافسة وهذه نواميسها، ولكن غير الطبيعي هو الشكل الذي ظهر عليه فريق الهلال وسوء الإعداد الذي رافق الفريق على الصعيدين الفني والنفسي، وبدا واضحاً أن الهلال الذي يلعب للتاريخ قد دخل المباراة وهو لا يدري ماذا يفعل، فقد ظهر التباعد بين خطوط الفريق، وبدا أن كل لاعب يريد أن يسجل مجداً شخصياً دون الالتفات لمصلحة الفريق، وبقي خط الوسط عاجزاً عن صناعة أي شيء، وكان خط الهجوم تائهاً ما بين الفردية المقيتة وغياب الإمداد، أما خط الدفاع فقد تناوب أفراده على ارتكاب الأخطاء ولعب الكرات القصيرة التي تتحول إلى هجوم مضاد بدلاً من صناعة هجمة للفريق... الفريق البارحة لم يكن الهلال الذي لعب خلال الأسابيع الأخيرة، ولا أقول هذا بسبب الخسارة التي تعد الأولى التي يخسر فيها الهلال من النصر (رايح جاي) وفي مباراة لا تعني في النهاية شيئاً لتاريخ الهلال ولم تكن لتغير من واقعه في الدوري الذي يخسر لقبه للعام الرابع على التوالي!!
الهلال البارحة قالها بصراحة إن المستقبل لن يكون أفضل من الحاضر، وأن الفريق الذي كان على كل لسان بحاجة إلى قوة حقيقية وعمل جبار حتى يعود للمنافسة، وأنه لن يفعل شيئاً بلاعبين مثل سالم وناصر والعابد، فقد قدم هؤلاء كل ما لديهم وبدا واضحاً أنهم يسقطون في الاختبارات الحقيقية، وأن نهائي آسيا ونهائي كأس ولي العهد ومشوار الفريق في الدوري يؤكد أن الهلال يعاني ويعاني وسيظل يعاني مادام العلاج يتم بالمسكنات، والجرح ينزف من سنوات، وما من يد خبيرة تبحث عن دواء مناسب ناجع له، جرح رطب كلما آن له أن يتعافي جاء من ينثر الملح عليه فتزداد المعاناة ويشتد الألم، وأحد لا يعلم إلى متى؟
الهلال خسر البارحة بأخطاء التحكيم... ولكن منذ متى والفريق يعجز عن إيجاد لاعبين بدلاء يملكون الحلول عندما تدلهم الأمور؟ ومنذ متى وفريق الهلال يطرد منه اللاعب تلو الآخر... والإداري لا يقوم بدوره المطلوب؟ ومنذ متى ولاعب الهلال يطارد الحكم ليناقشه بالشكل الذي كان عليه سالم الدوسري...؟
أعلم أن هناك من سيبرر لسالم وزملائه بسبب ضغط الحكم وأخطائه التي اتفق عليها القاصي والداني بما فيهم المحللون الذين عرفوا بتعاطفهم مع النصر... ولكن الحقيقة أن هناك أشياء لا تبرر، وهناك أمور يجب ألا تمرر، وعلى صناع القرار الحقيقيين في الهلال المناداة لعقد اجتماع يتم من خلاله تصحيح الأمور، ومعاقبة كل من أساء للهلال، بغض النظر عما يترتب على ذلك، وقبل أن يتسع الشق على الراقع، وقبل أن يخسر الهلال ما بقي له هذا الموسم، وقبل أن يجد أن كل الآمال أصبحت هشيماً تذروه الرياح...
الهلال خسر بالأخطاء التحكيمية... لكنه أيضاً لم يقدم ما يشفع له بالفوز أو التعادل على أسوأ الأحوال، ولم يستطع حتى صناعة نصف فرصة سوى مرة واحدة رافقتها العشوائية والأنانية!
أخيراً... أعرف أن الوقت الآن ليس وقت البكاء على اللبن المسكوب، ولا البحث عن حلول بعد أن أغلقت كل الأبواب، وأن أمام الهلاليين واقع عليهم التعايش معه خلال الأسابيع المقبلة... حتى يقضي الله أمراً كان مفعولاً!!