جاسر عبد العزيز الجاسر
بشار الجعفري مندوب النظام السوري في الأمم المتحدة، استحق ومنذ وقت طويل لقب أكبر كذاب في هذا المحفل الذي شهد العديد من أقرانه الذين دافعوا عن أنظمتهم المستبدة، وبعد انهيار تلك الأنظمة لفظهم التاريخ كأنظمتهم، وبشار الجعفري لا يختلف عن هؤلاء سوى أنه أكثر كذباً منهم، فهو كذاب أشر يعرف نفسه أنه يكذب ومع ذلك يوغل في الكذب.
في مداخلة لهذا الكذاب الأشر في الجلسة التي عقدتها المنظمة الدولية الاسبوع الماضي لمناقشة الأوضاع الانسانية في منطقة الشرق الأوسط، تطاول هذا الكذاب على المملكة العربية السعودية، وتساءل عن المساعدات التي تقدمها المملكة للشعب السوري، وتناسى -هذا الذي لا هم له سوى تلميع نظام فقد شرعيته بين الأمم- أن اللاجئين السوريين الذين شردهم نظام بشار الأسد والذين التمسوا الأمان من البراميل المتفجرة التي تلقيها طائرات (نظامه الانساني)!! والتي قتلت في شهر واحد فقط ألفي مواطن سوري جلهم من الأطفال والنساء، ودمرت المنازل والمساجد والمدارس، اتجهوا إلى الأردن ولبنان وتركيا، وإلى هذه الدول تبعتهم المملكة العربية السعودية بالمساعدات والاغاثة العاجلة، وشكلت لهذا الغرض لجان اغاثة تؤدي عملها في الدول الثلاث، حيث تقدم للاجئين السوريين الفارين من ظلم نظام بشار الأسد وشبيحته، المسكن والمأكل والملبس وأدوات التدفئة من (مازوت) وبطانيات، بل إن لجان الاغاثة السعودية تدفع إيجار المساكن التي يستأجرها اللاجئون في لبنان والأردن وتركيا، وتسدد أقساط المدارس التي يتلقى أبناء السوريين الفارين من جحيم الأسد.
وان كان بشار الجعفري ينكر ما تفعله لجان الاغاثة السعودية عليه أن يسأل المفوضية السامية للاجئين عن أكبر دولة تمول برامج الاغاثة، وان يطلب رسمياً من السيدة أموس وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة تزويده بقائمة ما قدمته المملكة العربية السعودية لهذا الغرض.
المملكة العربية السعودية لا تمن على ما تقدمه لأشقائها للتخفيف عن آلامهم التي تسبب بها نظام بشار الأسد الذي يحاول الجعفري تلميع صورته، وهذا ديدنه ودوره الذي أصبح معروفاً عنه في أروقة مبنى الأمم المتحدة ولجانه المتعددة، ومثلما فقد النظام الذي يدافع عنه شرعيته الدولية، فقد هو الآخر مصداقيته وأصبح هزوءاً من جميع أقرانه، حتى أن الكثيرين منهم لا يرد على تفاهاته لعلمهم أنها لن تقنع من يستمع لها، وكذلك فعل السفير عبد الله المعلمي الذي اكتفى بعد أن سبقه في تقديم مداخلته بالابتسام سخرية على تعقيب بشار الجعفري الذي لم تكن مداخلته الأولى المشحونة بالحقد والكذب على المملكة العربية السعودية والعرب والمسلمين جميعاً، فهذا الشبيح ما هو إلا صورة ممن يمثله، الذي استعان بالمرتزقة الأجانب الذين يمولهم النظام الشبيه به، نظام ملالي ايران، من الأفغان المتواجدين في ايران والعراقيين واللبنانيين الذين شكلوا مليشيات طائفية هدفها وعملها الذي من أجله استقدموا لسوريا هو قتل الشعب السوري وتشريده من دياره.
بشار الجعفري سيظل ينعق ويكذب حتى يسقط نظامه، وبالتالي يبحث عن مكان يدفع له أتعاب أكاذيبه مثل غيره من الذين تعاقبوا على كراسي ممثلي الأنظمة القمعية التي لفظتها الشعوب، وإنه ليوم قريب بعد اقتراب هبوب عاصفة الحزم باتجاه سوريا.