جاسر عبد العزيز الجاسر
عملية إعادة الأمل التي أطلقها التحالف العربي في أعقاب عاصفة الحزم، شكَّلَتْ اختباراً عملياً وجدياً للحوثيين وعلي عبد الله صالح ومَن حرضهم من الإيرانيين وغيرهم. ولأنَّ الطبع يغلبُ التطبع فقد (رسب) كل من الحوثيين وعلي صالح وحليفهم (مخلب القط) نظام ملالي إيران في هذا الاختبار. الحوثيون وفلول علي صالح وحتى الإيرانيون لم يفهموا البعد السياسي والإنساني لعملية إعادة الأمل. إذاً العملية التي تأتي في أعقاب ما حققته عملية عاصفة الحزم، والبناء على ما انتجته وحققته على مسرح العمليات والواقع اليمني العسكري والسياسي لا تعني تجميد الفعل العسكري، إذ إن عملية إعادة الأمل التي غَلَّبَتْ الحوار السياسي بأمل أن يؤدي إلى جمع جميع الفرقاء اليمنيين بما فيهم الحوثيون الذين سيعاملون وفق ما يمثلونه ضمن نسبتهم الديمغرافية وثقلهم السياسي، وليس القوة العسكرية. وأن يشارك جميع اليمنيين من خلال تجمعاتهم وأحزابهم السياسية وليس من خلال مليشياتهم العسكرية، وأن يؤدي الحوار إلى تعزيز الوحدة اليمنية وإجراء انتخابات جديدة، ووضع دستور جديد.
هذه الأهداف التي تسعى إليها دول التحالف من خلال التركيز على المعركة السياسية بسلاح الحوار والمباحثات المتوازنة، ولا يعني ذلك أن دول التحالف قد نحت الخيار العسكري من على طاولتها، إذ إن خيار القوة سيتم اللجوء إليه مجدداً في حال استمر المتمردون والمناهضون للشرعية في أعمالهم العدائية. ولهذا كان الرد سريعاً عندما لم يستجب الحوثيون وفلول علي صالح لقرار وقف عاصفة الحزم، وسقطوا في شر أعمالهم، إذ حاولوا تعزيز مواقعهم العسكرية بغرض الاستيلاء على المعسكرات الموالية للشرعية وإرهاب السكان في مدن محافظات عدن وتعز ولحج وإب.
فقد عمدت المليشيات الحوثية وقوات فلول علي صالح بعد سماعها بيان قوات التحالف باستبدال عاصفة الحزم بعملية إعادة الأمل إلى تكثيف اعتداءاتها على المدن اليمنية للانتقام من المقاومة اليمنية، إلا أن هذه التحركات لمناهضي الشرعية قُوبلت برد حاسم وسريع من قبل قوات التحالف، فتعرضت مواقع الحوثيين وفلول علي صالح إلى غارات مكثفة في تعز وإب ولحج وأطراف عدن.
أما حليف مناهضي الشرعية (مخلب الشر) نظام ملالي إيران فأيضاً حاول اختراق الحصار البحري الذي فرضته قوات التحالف حول المياه الإقليمية والموانئ اليمنية، وأرسلت سفينتين يظن كثير من الذين يتابعون الأوضاع في اليمن أنهما قد تنقلان أسلحة للمتمردين الحوثيين وأنصار علي عبد الله صالح، ويرى هؤلاء المراقبون أن إقدام نظام ملالي إيران على القيام بهذه المغامرة المحفوفة بالخطر يعرض سفنها إلى مواجهة ليس مع السفن الحربية السعودية والمصرية المستعدة لمثل هذه المواجهات فحسب، بل أيضاً مواجهة سفن وبارجات قوى دولية كبرى، كالبوارج والسفن الأمريكية التي يفرض عليها قرار مجلس الأمن الدولي 2216 منع دخول أي سفن إلى المياه الإقليمية والموانئ الإيرانية، وهي تنقل أسلحة للمتمردين اليمنيين، وبالتالي فإن اقتراب السفن الإيرانية من المياه الإقليمية والموانئ اليمنية يعرضها إلى التفتيش، ولذا فإن المراقبين يرون في إرسال السفن الحربية الإيرانية إلى خليج عدن الغرض منه الاستعراض و(الجعجعة) التي يستغلها الإعلام الموالي لنظام ملالي إيران للحديث عن دور لهذا النظام المكروه والمحارب من قبل أهالي المنطقة.