جاسر عبد العزيز الجاسر
قالها عبد الفتاح السيسي، وقبل ذلك أكدتها عاصفة الحزم (العرب لن يسمحوا لأي قوة بمحاولة بسط نفوذها على العالم العربي).
نعم هذا عنوان المرحلة الحالية، فبعد عقد أو أكثر حاولت فيه عدة قوى أجنبية خطف الوطن العربي وبناء نفوذ استعماري وبعضها تعدى ذلك إلى استعمار استيطاني، فبالإضافة إلى المشروع الصهيوني المعزز والمدعوم من الغرب وبالذات الولايات المتحدة الأمريكية، عمل الأتراك على تقديم مشروعهم الخاص، وتوظيف جماعات الإسلام السياسي السني على تنفيذ هذا المشروع باعتبارهم كما يقولون أصحاب نهج إسلامي وسطي.
أما نظام ملالي ايران فلم يترددوا في طرح مشروع أبعد بكثير من المشروع التركي ومشابه إلى حد كبير للمشروع الصهيوني، فالايرانيون لم يكتفوا بفرض نفوذهم السياسي والمذهبي، بل قرنوا ذلك بعمل خلطة سياسية مذهبية تسعى إلى فرض استعمار استيطاني، إذ تعرضت مناطق عربية عديدة في العراق وسوريا وحتى لبنان إلى استيطان جماعات من أصول فارسية، وأصبحت لها الكلمة العليا سواء في اصدار الفتاوى الدينية أو رئاسة الأحزاب وتشكيل الحكومات أو ممارسة (الفيتو) على اشراك الرموز السياسية والوطنية في الحكومات العربية كما هو حاصل في لبنان، حيث يتحكم حزب حسن نصر الله ذو المرجعية الفارسية في نوعية الأشخاص المشاركين في الحكومة اللبنانية، وكذلك ممارسة نظام ملالي ايران (الفيتو) على الشخصيات التي تشكل الحكومات العراقية، وتمثل ذلك في رفض اختيار الدكتور اياد علاوي لتشكيل الحكومة العراقية السابقة رغم حصول القائمة التي يرأسها (القائمة العراقية) على الأغلبية المطلقة التي تخولها تشكيل الحكومة..!!
هكذا كانت أوضاع الوطن العربي، أقطار عربية خضعت لنفوذ قوى أجنبية لا تريد الخير للعرب، وأقطار عربية تتعرض للابتزاز والتهديد، وأقطار عربية تتعرض لمؤامرات متتالية لاضعافها وفرض الأمر الواقع عليها.
أكثر من عقدين أو ثلاثة والمواطن العربي يشعر بالمهانة، بل وحتى الذل وهو ما كان موجوداً في العراق وسوريا ولبنان.
وبعد هبوب عاصفة الحزم، عادت القامة العربية للانتصاب وأظهر العرب حزماً وقوة في تحصين الوطن العربي وتوجيه رسالة قوية لكل القوى الأجنبية الطامعة في خيرات العرب.
إن العرب لن يسمحوا بمحاولة بسط نفوذ تلك القوى عليهم، وإن الأقطار العربية المحتلة بالنفوذ الأجنبي مآلها التحرر قريباً.