جاسر عبد العزيز الجاسر
مشهدان تجسَّدا خلال اليومين الماضيين على الساحة اللبنانية، اعتراف الوزير اللبناني السابق ميشيل سماحة المستشار الخاص لبشار الأسد وحليف الملا حسن نصر الله، اعترافه أمام المحكمة العسكرية، بأنه قام بنقل متفجرات من سوريا سلمها إياها اللواء علي المملوك مدير المخابرات السورية والعقيد عدنان من مكتب المملوك، نقل المتفجرات إلى لبنان لتفجيرها في عكار الشمال لإحداث فتنة طائفية، ومقابل ذلك تسلَّم الوزير سماحة الذي شغل قبل ذلك منصب وزير الإعلام مبلغ مئتين وسبعين ألف دولار أمريكي ثمن نقله المتفجرات لقتل اللبنانيين.
وفي نفس اليوم الذي مثل فيه ميشيل سماحة أمام المحكمة العسكرية بدأ تفعيل الهبة السعودية لتسليح الجيش اللبناني بأسلحة فرنسية متقدِّمة، حيث شهدت القاعدة العسكرية في مطار الشهيد رفيق الحريري تسليم الدفعة الأولى من الأسلحة التي دفعت ثمنها المملكة العربية السعودية والمخصص لها ثلاثة بلايين دولار أمريكي، وتضمنت مجموعة من صواريخ من نوع «بلان» وأجهزة وذخائر وآليات وثلاث طائرات مروحية ومناظر ليلية ومعدات عسكرية متقدِّمة.
الأسلحة الفرنسية التي اشترتها المملكة العربية السعودية لرفع قدرات وإمكانيات الجيش اللبناني للدفاع وحماية حدود وأمن اللبنانيين جميعاً، وهو عمل دأبت المملكة على القيام به تجاه جميع الدول العربية حتى تلك التي تحكمها حكومات تضم بين صفوفها أفراداً يكنون العداء للمملكة كوزراء حزب حسن نصر الله في الحكومة اللبنانية والحكومة العراقية التي قدّمت لها المملكة نصف بليون دولار لدعم وإغاثة النازحين العراقيين رغم الإساءات التي توجّه للمملكة العربية السعودية من وزراء حيدر العبادي وبخاصة المنتمون إلى ما يُسمى بـ«دولة القانون»، فالمملكة العربية السعودية لا تستهدف الحكومات، بل تسعى إلى خدمة المواطنين العرب وتوجيه رسائل لمن يشكك في صدق المملكة وإخلاصها لأمتها العربية، والغريب أن يوجه الإساءات ويروّج الإشاعات والكذب لما تقوم به المملكة، هم ممن يتآمرون على الدول العربية ولا يترددون في قتل المواطنين الذين يشاركونهم حمل جنسياتهم، فالمدعو ميشيل سماحة حليف الملا نصر الله، فرض اسمه كوزير إعلام في التشكيلة الوزارية من ضمن «الثمن الضامن» في الحكومات اللبنانية التي يشترط الملا حسن نصر الله وضع أشخاص موالين لنهج ولي الفقيه ولنظام بشار الأسد حتى وإن كانوا من غير المسلمين وفرض مثل هؤلاء المنتسبين إلى دكاكين المرتزقة من السياسيين القابلين لبيع ذممهم، سرعان ما ينكشف معدنهم الصدئ، فمشيل سماحة باع لبنان مقابل 270 ألف دولار، وقَبِلَ أن يعمل «شيالاً ومفجراً» في نفس الوقت نقل متفجرات في سيارته وسلَّمها لمن سيقوم بتفجيرها في عكار الشمال لصنع فتنة طائفية، ولولا فطنة جهاز المعلومات الذي قتلت عصابة حسن نصر الله رئيسه وسام الحسن، لاستطاعت جماعة سماحة وعملاء بشار والأسد وبمساعدة الملا حسن نصر الله إحداث مجزرة في لبنان.
فرق بين من يحمل الموت للبنانيين ويرسل الأشرار لإحداث التفجيرات، وبين من يعزِّز أمن واستقرار اللبنانيين ويحصّنهم ضد من يسعون لقتلهم.
هذا هو الفرق بين ما تقوم به المملكة العربية السعودية ودكاكين نظام ولي الفقيه ومندوبي الشر في المنطقة الملا حسن نصر وبشار الأسد.