فهد عبدالله العجلان
في رحم المحن الكثير من المنح، هذا ما استقرت عليه قلوب الذين آمنوا واستبصروا عبر ودروس التاريخ على مر العصور، فالله يقيض في كل زمن من يدفع عن الأمة غمتها، والتاريخ حافل بالشواهد، والأمة العربية والإسلامية لديها في خزانة الذكريات ما يكفي لسوق الأدلة والحجج.
قبل أيام خرج المضطرب حسن نصر الله بعد أن فقد حاضره الذي أنفق عقوداً من التدليس ليخدع به العرب والمسلمين، ليخوفنا من وهم يدرك أن الولي الفقيه في عاصمة ولائه (قم) هو من رعاه وتعاهده ليصبح أداة في مشروعه الصفوي الحالم، فالدواعش والقاعدة الذين عززوا مواقع طهران في المنطقة واحتضنت قياداتهم بعد أن رعتهم في سجون حلفائها في العراق وسوريا باتوا حربته الضاربة وسيفه المسلط حتى على رقاب حلفائه في الوطن... فقد كشف قبل أيام قليلة تقرير لصحيفة دير شبيغل الألمانية عن بدايات تنظيم داعش يؤكد أن المؤسس الأول له والزعيم الحقيقي هو سمير الخلفاوي ضابط استخبارات سابق في استخبارات البعث العراقي الجوية، وقد جند من قبل استخبارات البعث السوري بعد سقوط نظام صدام حسين وربما قبل ذلك، لأن بشار الأسد كان يدرك أن دوره قادم لا محالة بعد صدام حسين.
حسن زميره كما وصفه مكلوم سوري عربي طرب على أنغام عزف المقاومة لعقود ثم صحا ليكتشف أن رجال السيد قد هدموا منزله على راسه، ما يزال يعتقد أن الشعوب العربية والإسلامية لا تختلف عن الرؤوس المؤدلجة التي تصفق له في الضاحية، فاليوم لم تعد تستر عورته حتى ورقة التوت، وعرف الجميع طبيعة المقاومة التي يتطفل عليها هو وأسياده في خندق المقاومة، حتى تحولت إلى يد آثمة تتغول في بلاد العرب والمسلمين من قبل حزبه وشركاء الولاء الصفوي الفارسي في سوريا والعراق واليمن وغيرها، لكن مشاريع الوهم حين تواجه باليقظة غالبا ما تفشل في قراءة التاريخ وصناعه... كثير مما جاء في خطاب نصر الله يؤكد أن أوراق المعسكر الفارسي الصفوي قد بدأت تتساقط الواحدة تلو الأخرى... وما نشهده اليوم ليس فقط عاصفة حزم عسكري وسياسي بل عاصفة حزم في الوعي الشعبي العربي ستقتلع كل نباتات الزينة المزيفة لتزرع أشجار العروبة والإسلام الباسقة التي تظلل المنطقة بالتسامح والبناء الذي يحاول الغزاة تشويهه وهدمه!