موضي الزهراني
في السنوات الأخيرة ازدادت حملات التوعية المختلفة في أهدافها وأنواعها وتجاهاتها، فالكثير منها يلامس قضايا اجتماعية وأمنية، ومشكلات صحية أو تعليمية، وذلك بهدف معالجتها من خلال تعديل سلوكيات خاطئة ساهمت في انتشارها أو ظهورها على الساحة الاجتماعية فهنا كان لا بد من تنظيمها وإطلاقها بمختلف المستويات! لكن الكثير قد لا يستفيد من هذه الحملات التي بدأ التنافس عليها واضحاً وذلك لأسباب كثيرة قد لا تعطيها بعض الجهات المنظمة لهذه الحملات أهمية وذلك كمثال:
1- أهمية متابعة تقييم هذه الحملات، وهل حققت الفائدة المرجوة منها والأهداف القائمة عليها أم لا، من خلال جدولة ثابتة ومستمرة؟
2- مدى كفاءة القائمين على هذه الحملات من بداية التخطيط لها حتى الانتهاء منها، ومدى قدرتهم على المساهمة في تقييم الأثر الواقع على الفئة المستهدفة!
3- أيضاً مدى مشاركة وحضور الفئة المستهدفة لهذه الحملة وتفاعلهم واستفادتهم من الحملة ببرامجها المختلفة، خاصة البرامج الاجتماعية والصحية, حيث يغيب الكثير من المستهدفين عن ساحة المشاركة في الحملة، ويضيع الوقت والجهد والتنفيذ مع فئات ليست هي المعنية بل أخذها الحماس وحضرت للمشاركة والتفاعل!
4- مدى مشاركة الجهات الحكومية والمدنية في كثير من الحملات، وعدم الاقتصار على جهة واحدة في التنفيذ، وإهمال دور الجهات الأخرى والتي قد تكون ملامسة لنفس قضية الحملة، كمثال قضايا المخدرات، وهروب الفتيات، والرفض الأسري للفتيات بعد السجن، والعنف الأسري، لايمكن نجاح مثل هذه الحملات عندما تتصدر جهة واحدة للتنفيذ وتتحمل أعباءً مالية وبشرية لوحدها، لأنها قضايا وطنية تهمّ معالجتها الوطن بأجمعه!
5- أيضاً نوعية الرسائل والوسائل المستخدمة في تنفيذ الحملة التي قد لا تراعي خصائص الفئة الموجهة لها تلك الحملة، فهناك حملات تحتاج أن تنزل لأدنى مستوى لتلك الفئة من حيف الفهم والتقبل والتعايش مع رسائل تلك الحملة وخاصة فئة الشباب والأطفال الذين بدأوا يعتمدون على التقنية المتقدمة في وسائل التواصل الاجتماعي والخارجي، في إيصال معاناتهم ومشاكلهم والتفاعل مع الآخر، أكثر من اعتمادهم على الوسائل الإعلامية التقليدية، وهذا مما يتطلب تخطيطاً ذكياً للحملات الموجهة لهم من خلال رسائل تلامس مشاكلهم السلوكية، وتوجهاتهم الفكرية لتعديلها ومعالجتها! كمثال قضية التفحيط التي أقلقت مجتمعنا المحلي وصدرت بشأنها عقوبات رادعة تدخل فيها حتى مجلس الشورى وأعطاها جزءاً من اهتمامه لما يحدث في الساحة المحلية لخطورتها واضرارها، هذه القضية لن يتابع الشباب برامجها التوعوية على شاشة التلفاز بقدر متابعتهم لها على مواقع التواصل بكل الاهتمام!
إذن نحتاج لمهارات علمية وخطط دقيقة لكي ننجح في حملاتنا التوعوية التي لا تتوقف، ولكننا لم نلمس ذلك الأثر الايجابي لكثير من تلك المواضيع المستهدفة في تلك الحملات التوعوية على الساحة المحلية الاجتماعية وغيرها.