م .عبدالمحسن بن عبدالله الماضي
1- افتخر الفارس والقائد الكبير عمرو بن العاص أمام معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما أنه لا يدخل في شيء إلا وهو يعرف كيف يخرج منه.. فرد عليه معاوية: «أما أنا فلا أدخل في شيء أريد الخروج منه».. لهذا أسس معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه دولة.. ولم يزد عمر بن العاص رضي الله عنه أن يكون قائداً فيها.
2- هذه القصة مثال عظيم على ما يتفق عليه رواد الأعمال من أنك لا يجب أن تبدأ عملاً تجارياً لا تملك تجاهه شغف الانخراط فيه.. ويؤكدون على أنه إذا كانت لديك منذ بداية عملك في المشروع استراتيجية للخروج منه فهذا يدل على أنه لا يمثل لك هاجساً وبالتالي تتعاظم احتمالات فشله.
3- في عالم الأفكار كل شيء يعتمد على الحماسة.. أما في عالم الواقع فكل شيء يعتمد على المثابرة.. وأن تضع لنفسك قبل أن تبدأ استراتيجية هروب فذلك هو بداية الفشل لأن مشروعك لا يعني بالنسبة لك سوى محاولة مشكوك في أمرها منذ البداية ويصبح هدفك الإسراع في الخروج منها بأقل الخسائر.. فإن تشك في نفسك هو أول الهزيمة.. وأن تشك في عملك هو أول الفشل.
4- شَكُّك في نجاحك يجعلك تفكر في الخروج قبل الدخول.. ويدفعك أن تعمل على تنظيم ترتيبات انسحابك قبل الترتيب للتقدم للنجاح.. وينشغل ذهنك بتأمين وسائل هروبك قبل أن تتأكد من كفاءة أدائك في التقدم إلى الأمام.. وهكذا.. فيصبح تفكيرك مركزاً على الفشل لا النجاح وتستعد للمقاومة والارتداد لا المبادرة والتقدم.. فهواجس الشك في نجاحك يجعلك تبحث في مبررات فشلك من خلال التشكيك في الدوافع والغايات ومناسبة المكان أو الزمان أو الأحوال لمشروعك.
5- استراتيجية الهروب أو كما يسميها رجال الإدارة استراتيجية الخروج أو (التخارج) (exit strategy) هي البذرة الأولى في النفس للتراجع والشك والدفاعية وكلها تؤدي إلى الهروب.. فإذا بدأت في وضع استراتيجية غايتها الهروب فاعلم أنك على أول درجات سلم الفشل.