م .عبدالمحسن بن عبدالله الماضي
1 - أن تفخر بالوهم فأنت ضحية خديعة كبرى أو أنت إنسان مُسْتَغْفَل.. إذا كنت ترى أن عِرْقَك سامي وأمتك أكثر شجاعة ومجتمعك أكثر كرماً وثقافتك أكثر أصالة.. وأن ترى في مجتمعك الخصوصية وترى أنك ومحيطك في علو تطل منه على بقية المجتمعات بفوقية لأنك ترى فيهم الطهر وأن بقية المجتمعات ملوثة.. فاعلم أنك ضحية خديعة كبرى.
2 - أن تؤمن بمجموعة كبيرة من الأوهام في العرف والمعتقد وتربي أبناءك عليها وتزايد في تطبيقها.. وتشيع في محيطك أن النظر إلى الماضي والسير إلى الخلف هي سمات الاستقامة.. فاعلم أنك تعيش الوهم وتساهم في نشره.
3 - ما الذي سيحصل لك إذا اكتشفت أنك طوال عمرك كنت على خطأ؟.. وأنك كنت ضحية لخديعة كبرى!.. هل سيكون قد فات الأوان وستقول لنفسك: لم يبق في العمر مثل ما مضى.. وتكتفي بالتمني والابتهال أم أنك سوف تبدأ بالتغيير فوراً؟.. هل تراك ستحقد وترفض أو تنسحب أو تنساق مع الجموع؟.. فالموت مع الجماعة رحمة.
4 - ماذا عن استفاقتك.. كيف ستكون؟.. هل تكون بتلقي صفعة موجعة أو بسكب دلو ماء عليك أم تنبيه برفق تكتشف فيه أن مجتمعك أيضاً يعيش معك نفس الخديعة أنه يعاني الفقر والتخلف.. فتتأكد لحظتها أنك مخدوع وأنك ضمن عموم المخدوعين وأنك أمام لحظة اتخاذ موقفٍ من العيش في الوهم.
5 - نعم العيش في مثل هذا الوهم نوع من آليات الدفاع عن النفس حتى تشعر بالراحة وعدم تأنيب الضمير على العجز.. والأكيد أن اكتشاف المرء لواقعه له تأثير السحر على الحياة لأنه يؤثّر على السلوك واتجاه التفكير وطرق التحليل ومواجهة المشاكل.. فمجرد اكتشاف الخديعة التي تعيش فيها يُحْدث تأثيراً في حياتك يلعب دور تتالي التأثير كتصادم أحجار الدومينو (Domino Effect).
6 - المقارنة كفيلة بإسقاط الخديعة الكبرى بشرط أن نخرج من قوقعة العيش في الوهم.