م .عبدالمحسن بن عبدالله الماضي
1- الأمثال أنواع فمنها القصير المسجوع.. ومنها الحكيم العميق.. أو السطحي الانفعالي.. أو الإباحي البذيء.. ومنها ما يَقْصد به المدح أو ما يُقْصَد به الذم.. ومنها ذو المعنى المستتر ومنها المكشوف.
2- مقدار بوح المثل وشدة وضوحه ومباشرته وحدود المسموح به حتى لا يخدش الحياء العام كلها عناصر تعتمد على ثقافة المجتمع ذاته.. فالمثل البذيء في مجتمع ما قد لا يكون بذيئاً في مجتمع آخر.. وبالذات الأمثال المرتبطة بالناس والتي تعبر عن مكنونات الحياة اليومية وإرهاصاتها.. أو التي تؤجج المخيلة الشعبية وتثيرها.
3- الأمثال المرتبطة بالغريزة هي الأكثر انتشاراً والأقل تدويناً.. ويتم تداولها مشافهة ويقصد بها التفكه.. ولا تقال في المناسبات الجادة ولا الأزمات الحادة إلا إذا كان الهدف منها الإهانة وغايتها الأذية والدافع لها الغضب أو الانتقام.
4- المثل كما يُعَرِّفه الأستاذ أحمد أصفهاني: نص أدبي مطلق يتناول كل مظاهر الحياة، ولا يُعَبِّر عن فرد معين أو حادثة معينة فقط بل هو بعض من الذاكرة الجمعية.. لهذا فمن حق أي فرد استخدامه دون حقوق ملكية لأحد.
5- تتشابه المجتمعات والشعوب إلى حد بعيد في الأمثال.. ليس لأنها تقتبس من بعضها بل لأن ظروف المجتمعات والشعوب الحياتية تكاد تكون متشابهة.. والأمثال هي خلاصة تجارب الشعوب ومحصلة الخبرات.. وهي وإن كانت نتيجة فطنة شخص واحد صاغها إلا أنها تمثل حكمة الجماعة.
6- تتصف الأمثال بأنها عمومية الطرق والتغطية.. تنبئ عن ممارسات الشعوب وطرق تعاملها وأخلاق عامتها ومقدار توتر أفرادها ومزاجها العام والخاص.. وهي وسيلة لإطلاق الأحكام أو توصيف واقع أو إعلان رفض أو انتقاد وضع أو تلخيص لتجربة.. لذلك فهي تعد جزءاً أصيلاً من فلكلور الشعوب.
7- قوة المثل تُسْتَمَد من رمزيته وجودة سبك تعبيره وثراء مغزاه في الخيال الشعبي.. فالمثل يستخدم في جميع مناحي الحياة.. ومنه نستطيع قراءة كيف يفكر المجتمع ويتفاعل ويحكم على الأمور والناس والأحداث.. وتعد الأمثال عند دارسي الثقافات المجتمعية دليلاً على الحكمة الفطرية وفطنة المجتمع.
8- المثل يختلف عن الحكمة في أن مصدر المثل قصة أو حادثة بعينها.. أما الحكمة فتنشأ من تراكم التجربة والمعرفة في الناس والحياة والوجود.. ومع اختلاف المصدر بين المثل والحكمة إلا أن بينهما ترابط في خط واحد ذي اتجاهين.. فقد يتحول المثل إلى حكمة وقد تصبح الحكمة مثلاً شعبياً دارجاً.