فهد بن جليد
أخيراً ستُصبح الأراضـي البيضاء وسط النطاق العمراني (تأكل وتشرب), مثل أي مُنتج آخر في حياتنا له تكلفة وتاريخ صلاحية, بعد أن كانت مخبأ لتجميد الأموال والمتاجرة وفق قاعدة الأرض (تمرض ولا تموت)!.
لقد انتصر مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية (لمصلحة الوطن والمواطن معاً) بتوصية تاريخية قدمها المجلس, ليحظى بعد ذلك بموافقة مجلس الوزراء على (فرض الرسوم), وتُغلب المصلحة العامة على مصلحة التجار والمُنتفعين من مُحتكري الأراضي البيضاء, وتقترب بذلك أحلام المواطن السعودي (الباحث عن سكن) من التحقق!.
ستذكر الأجيال القادمة أن المسألة قد حسمت (بعين ثاقبة), وانحازت نحو أحلام (المواطنين) لتُنصفهم بالحق والعدل, في ظل أزمة الإسكان التي تشهدها المملكة, ولتتحقق خطوة إصلاحية تنموية أخرى في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله -.
يحق لنا الاحتفاء بهذا القرار الاقتصادي التاريخي من (وجهين)، الأول أثره الإيجابي الذي سينعكس بحسب توقعات المُختصين على ثبات الأسعار, وفك الاحتكار, وتوازن العرض والطلب لما يخدم مصلحة المواطن في نهاية المطاف, ويساعد في تسريع الحراك الاقتصادي والتنموي بشكل عام وتصحيح مساره على أكثر من صعيد.
أما الوجه الثاني للاحتفاء فهو فعالية (مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية) هذا المجلس الذي يتحرك (بديناميكية وعقلية بارعة) بتوجيه كريم من خادم الحرمين الشريفين بدأنا نلمس أثرها الفاعل, وروحها الحيوية الجادة في حياتنا اليومية, ولعل هذا القرار التاريخي الحاسم, الذي لم يتوقع أكثر المتفائلين أن يأتي بهذه السرعة, خصوصاً بعد الجدل الذي صاحب طرحه سابقاً, وتشعب ملفه بين أكثر من جهة، يؤكد أن هذا (المجلس), هو مجلس (فاعل, ومُبادر), مراعياً مصلحة (الوطن والمواطن) بكل أمانة!.
باسم كل شباب الوطن, باسم كل الضعفاء والحالمين في وطنهم (بسكن) أو (قطعة أرض)، نقول شكراً لسيدي خادم الحرمين الشريفين, شكراً لمجلس الوزراء, شكراً لمجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية, على هذه التوصية التي تحولت إلى (قرار تاريخي) سيحقق أحلامناً قريباً، وسنصفق له كثيراً!.
وعلى دروب الخير نلتقي.