ناهد باشطح

فاصلة:

((إنما النساء شقائق الرجال، ما أكرمهن إلا كريم، وما أهانهُن إلا لئيم)).

- سيد الخلق محمد بن عبدالله-

تظل المرأة في وجدان بعض الرجال اللغز الذي لا يستطيع حله ويلعب المجتمع بسطوة أعرافه دوراً كبيراً في تعزيز الصراع الداخلي في أعماق الرجل حول هذا الكائن الرجل السعودي يستحق التعاطف معه لأنه حقيقة لا يعرف الشيء الكثير عن عالم المرأة وبالتالي فالخيال يلعب أدواراً متنوعة في تشكيل الصورة الذهنية لديه تجاه هذا الكائن ولذلك يظل الرجل في تناقض عجيب في تعامله مع المرأة وفقاً للصورة المشوشة التي تشكلت لديه منذ الصغر.

يرى الرجل الصغير المرأة من خلال أمه فإن كان يتيماً فمن خلال مجتمع نساء العائلة الضيق حيث لا يتعرف إلا على ما تتبرع به النسوة ليعرفه من عوالم المرأة

ولأن المجتمع غلب على عرفه الفصل بين الرجال والنساء فإن الرجل لا يعرف كيف يتعامل مع المرأة خارج نطاق عائلته وللإنصاف فإن الفتاة أيضاً لديها نفس التأزم ولذلك فالطلاب والطالبات في الخارج لا يتعاملون مع بعضهم البعض بشكل طبيعي بينما من السهولة أن يبنوا علاقات صحية مع جنسيات أخرى من الجنسين.

نعود للرجل الذي يكبر ويتزوج وهنا يبدأ صراعه النفسي إذا ارتبط بامرأة تحمل وعيا بذاتها حيث لا يعرف كيف هو السلوك المناسب في التعامل معها.

وتزداد أزمته اإن كان مثقفاً حيث تتصارع أفكاره ما بين إعجابه بالمرأة خارج النص العائلي التقليدي وإحساسه بالغربة تجاه مخالفته للعرف السائد الذي فرضه المجتمع عليه حين لم يخبره أن المرأة في مؤسسة الزواج هي كائن إنساني وشريك أساسي في المؤسسة نادراً ما يستطيع الرجل التخلص من قناعاته القديمة التي ورثها عن المرأة التي هي ناقصة وإنها بحاجة إليه ليكمل نقصها، بينما يتمتع هو بالكمال وإن عانى من النقص فليست المرأة بطبيعة الحال من ستكمل نقصه غير أنه يستثني أمه من هذه القناعة!!

وهناك دراسة للباحث عبد المحسن القحطاني بجامعة الملك عبد العزيز، الدراسة توضح أنَّ الأمثال الشعبية المتوارثة ساعدت على ترسيخ ثقافة ذكورية تظلم المرأة، وأشارت إلى أنَّ الرجل عمل على مر العصور على تمييز نفسه عن المرأة، واتخذ مكانة لا يسمح للمرأة بالوصول إليها، وأصبح المجتمع ينظر إلى الفتاة باعتبارها وعاءً للإنجاب، ومصدراً للفتنة والعذاب.

فكرة الرجال التقليدية عن النساء مرهقة للرجل نفسه قبل أن ترهق النساء وعليه إن أراد أن يحيا بسلام أن ينظر للمرأة ككائن إنساني يستحق التقدير والاحترام بصرف النظر عن صفاته النوعية.