ناهد باشطح
فاصلة: (القلق يجعل ظلاً كبيراً لشيء صغير))
- حكمة إنجليزية -
المثقف حين يتعصب لناديه الرياضي يخفي وجهاً بشعاً للتناقض في أسوأ معانيه.
وقد لا يعبر المثقف عن تعصبه الرياضي عبر وسائل الإعلام التقليدية فلا يكتب ذلك في مقالاته أو تصريحاته الصحفية لكن موقع «تويتر» كشف عن هؤلاء المثقفين، فالتغريدات التي يكتبونها وقت مباريات فريقهم والتي لا يستطيعون الانفلات من سيطرة انفعالهم إلا أن يعبروا عنه بتغريدات يضطر بعضهم إلى حذفها بعد أن يهدأ، جعلت المتلقي يدرك إلى أي مدى بات بعض المثقفين مصطنعين.
التعصب الرياضي للمثقفين يكشف عن الشخصية التي يخفونها متلبسين بالشعارات التي يكتبونها عن الوعي وتقبل النقد وقبول الآخر لأن من لا يفهم معنى التنافس في الرياضة لا يمكنه بأي حال أن يكون واعياً.
وحين يكتب بعض المثقفين عن دور وسائل الإعلام في نبذ التعصب الرياضي ينسون دورهم الذي بات مفضوحاً عبر وسائل الإعلام الاجتماعي سواء موقع «تويتر» أو عبر برنامج «واتس اب» اللذين هما برأيي إحدى أدوات قياس وعي المثقفين الحقيقي والذي أتطلع إلى تكثيف الدراسات العلمية الاجتماعية والنفسية والإعلامية فيه، باتجاه قراءة السمات الشخصية للمثقف، وبالتالي يمكن استشراف الدور الحقيقي له بعيداً عن شخصيته المصطنعة التي يمارسها في مقالاته حين يلبس ملابسه التنكرية ليمارس أبشع دور للمثقف المصطنع.
مواقع التواصل الاجتماعي كشفت عن تناقض المثقف والذي طالما اسقط على المجتمع أفكاره المشوهة كالتعصب، بينما هو الممارس الحقيقي له وبصورة أعنف من الشخص الذي لا يمتلك أدوات هذا المثقف في الإقناع والتأثير.
التعصب بشكل عام هو شعور داخلي يجعل الإنسان يرى نفسه على حق ويرى الآخر على باطل ويظهر هذا الشعور بصورة ممارسات ومواقف متزمتة ينطوي عليها احتقار الآخر وعدم الاعتراف بحقوقه وإنسانيته.
كيف يمارس المثقف التعصب الذي يعني الجمود في التفكير والتمركز حول الذات وعدم قبول الآخر واستخدام العنف لتحقيق الأهداف؟
هذا السؤال يحتاج إلى فهم حقيقي لتكوين شخصية المثقف واستبعاد دور الثقافة في تكوين شخصيته لأنه ليس مثقفاً حقيقياً، بل مصطنعاً يمارس وعياً مشوهاً.