أ. د.عثمان بن صالح العامر
كان حفلاً مميزاً بكل المقاييس، ذلك الذي أقامته جامعة حائل مساء يوم الاثنين الماضي 11-5-1436 للهجرة احتفاء بتدشين صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن عبد المحسن أمير منطقة حائل لمعرض «الفيصل شاهد وشهيد»، وتشريف صاحب السمو الملكي الأمير تركي الفيصل رئيس مجلس إدارة مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية والمشرف العام على المعرض للمنطقة ممثلة بالجامعة على وجه الخصوص، كما كان اللقاء مع سمو الأمير تركي الفيصل الذي أعقب كلمات الترحيب ومشاهد التوثيق رائعاً ومشوقاً، إذ أبدع سموه حين انبرى للحديث عن حياة والده جلالة الملك فيصل بن عبد العزيز آل سعود رحمه الله، والإجابة عن أسئلة الحضور، فكانت إضاءات جميلة ومحطات مفصلية تلك التي جاء عليها القول الماتع والموثق بالتواريخ والدلائل والبراهين.
لقد طاف بنا الابن البار في عالم الفيصل الفاصل منذ أن كان هذا القائد الفذ والرجل الإنسان والملك الرمز ابنَ العاشرة من عمره وحتى لحظة استشهاده.. معاركه التي خاضها.. رحلاته السياسية والدبلوماسية.. محبته لمصر ومراهنته عليها.. الرق.. تعليم الفتاة، ومنهجية التغيير المجتمعي بدراية ودربة وذكاء.. صمته الذي يخفي خلفه حكمة وحنكة ودهاء.. علاقته بأبنائه وتقديمه العقل على العاطفة في تربيته وتهذيبه وتأديبه لهم.. اهتمامه بالعلم وحث أبنائه على الاعتناء به والترقي في سلّمه..علاقته بوالده جلالة الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود رحمه الله، وإخوته أبناء المؤسس، رحم الله الميت منهم وحفظ الحي ورعاه..رؤيته لرسالة الإعلام المرئي منه والمسموع.. موقفه من قضايا الأمتين العربية والإسلامية... لقد كان رحمه الله رجلاً عظيماً وقائداً فذاً ومفاوضاً جيداً وسياسياً من الطراز الأول، ومربياً بامتياز في نظر الأعداء كما هو الحال عند الأصدقاء، الأمر الذي جعل الباحثين والكتاب الغربيين والشرقيين على حد سواء يدرسون سيرته ويتحدثون عنه ويكتبون فيه، ولعل العجيب - كما جاء على لسان سمو الأمير تركي - أن أفضل من كتب عن الفيصل ودوّن أهم معالم حياته عالمان روسيان، وقد تُرجم ما سطروه للغات عدة من بينها العربية.
رسخ وعزز وقوّى هذا الثراء المعلوماتي الذي فاض به سمو الأمير تركي تلك الصور والكلمات التي رأيناها وقرأناها في ردهات المعرض المتميز الذي يعد لوناً رائعاً من ألوان بر أبناء الفيصل وبناته به رحمه الله.
شكراً لكم صاحب السمو على الرعاية والحضور.. شكراً سمو الأمير على الزيارة والتشريف.. شكراً صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن سعود بن عبدالمحسن بن عبدالعزيز مدير إدارة الشؤون الثقافية والعلاقات العامة بمركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية على الاهتمام والمتابعة والتحفيز.. شكراً لجامعة حائل وعلى رأسها معالي مديرها الأستاذ الدكتور خليل بن إبراهيم البراهيم على التنظيم المميز والاهتمام الرائع والاحتضان الموفق لمعرض «الفيصل.. شاهد وشهيد» منذ منتصف هذا الأسبوع وحتى 6-6-1436 للهجرة.. رحم الله فيصل بن عبد العزيز آل سعود رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته، وحفظ الدوحة المباركة «آل سعود» ووفق وسدد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الأمين وولي ولي العهد لكل خير، وحمى بلادنا من كل شر، وأدام عزنا، وأذل أعداءنا، دمتم بخير وإلى لقاء والسلام.