فقد اطلعت المقال المعنون بـ«أثر الإعلام في نشر التطرف ومحاربته» لكاتبه الأخ الأستاذ سلمان بن محمد العُمري، المنشور في صحيفتكم العدد (15429) وتاريخ 4-3-1436هـ.
ومما لاشك فيه أن استخدام وسائل الإعلام الجديد ساهم إلى حد كبير في تحقيق غايات الجماعات المتطرفة وهناك من يستغل فئة الشباب ويدغدغهم بعبارات عاطفية باسم الجهاد أو باسم الوقوف ضد الدول التي يرون أنها تعمل ضد الإسلام، ومن هنا ينطلق الفكر المتطرف ويتم تغذيته بوسائل إعلامية حديثة هي وسائل الإعلام الجديد وهي الأكثر تداولاً بين هذه الفئات كتويتر تحديداً وفي درجة أقل الفيسبوك وغيرها من وسائل الإعلام الجديد ومن يمارس هذا الدور يشاركون بمعرفات غير حقيقية لتغذية من يخاطبونهم بالأفكار التي يريدونها، ولذلك لابد أن يكون هناك دور مجابه لتنوير الشباب خاصة وأنهم يقعون ضحايا ويصبحون لقمة سائغة في يد العدو الذي يستغلهم للهجوم على بلادنا، واعتقد أن العمل المضاد مطلب لتوجيه الشباب واستغلال وسائل الإعلام الجديد والحوار المناسب مع أصحاب هذه الأفكار ومحاولة إقناعهم بأساليب تبين لهم استغلالهم وإيهامهم بما يطرحون من أفكار متطرفة، وغالباً إذا تم الحوار معهم مبكراً يمكن ردهم إلى الصواب أما في حالة التأخر فقد يصعب إعادتهم إلا بطرق وأساليب تحتاج الكثير من الجهد والوقت.
ولهذا فإن وضع الأهداف والأسس لمواجهة التطرف وإغواء الشباب أمر مطلوب وينبغي أن يأخذ جانب الحوار المتوسع حتى يمكن إقناع الشباب ويقيهم كما ذكرت آنفاً من مغبة الوقوع في طريق التطرف وذلك بالاستعانة بالتربويين والنفسيين وأصحاب القدرة على الحوار الفعال. نسأل الله أن يقي شبابنا هذا الفكر الضال والمتطرف ويدلهم إلى طريق الحق والصواب إنه جواد كريم.
عبدالله بن سعد الحريري - إمام وخطيب جامع الشيخ عبدالله بن حميد بمكة المكرمة