- درجنا على ربط (الشعر الجاهلي) (بمصادره وقيمته التاريخية)، وإذ نتذكر الأستاذ يتراءى تلميذُه، وندرك المسافة الواصلة والفاصلة بين العميدين والعتيدين، ومَنْ يؤمن باللقب فسيرى أن (ناصر الدين الأسد) يستحقّ كما استحقّ طه حسين، لكنها (الكلمة) تصنع قائلها، ولا يعنيها بعدُ مَن أمير الشعر ومَن عميد الأدب..!
** هل يكفي (الأسد ناصر الدين) أنْ تبتَّل للبحث، وفرغ للتحقيق، وأسَّس الجامعة؟! أقلّ منها
...>>>...
الأستاذ الدكتور ناصر الدين الأسد رائد من رواد الثقافة والفكر في الوطن العربي كله، رأت عيناه النور أول مرة في مدينة العقبة بالأردن عام 1922، وقد تعلم مبادئ القراءة والكتابة في المدرسة الابتدائية التي أنشاها والده في هذه المدينة، ثم تنقل مع أسرته في عدد من المدن من بينها: الشوبك، ووادي موسى، فمعان، وعمان، والقدس. وبعد حصوله على الثانوية العامة من الأردن التحق في أواخر عام 1944 بكلية الآداب
...>>>...
هناك أناس تشعر أن اللغة تتجمل بهم، وإذا نطقوا لغة الضاد نطقوها وكأنما هي رحيق يتقاطر على ألسنتهم وشيخنا الأستاذ الدكتور ناصر الدين الأسد هو رجل أخذ نفسه بأدب الفصحى علماً ومسلكاً وحديثاً وإذا تحدث إليك أو روى شعراً من محفوظاته أمامك يجعلك تشعر وكأن البحتري بين يديك يقول قصيدة ويعمر سمعك بالفصيح من النطق السليم والعميق للغة حتى لترى جمال اللفظ بعينيك وتسمع إيقاع الكلمات تسعى بين يديك.
على صراط النور يمشي العمر هانئا وعذبا محمولا بجناحي حمام، متجها إلى فردوس المجد، متبوعا بشموع البحر وماءات الشمس الرقراقة لمّا تتمايد كزهرة النار فوق حريره المناسب.
...>>>...
جاء كتاب (نحن والآخر - صراع وحوار .. للدكتور ناصر الدين الأسد) في سبعة فصول هي: (من اتفاقية سايكس بيكو إلى حرب الخليج - الشرعية الدولية والاستعمار الجديد - الديمقراطية وحقوق الإنسان بين العالمية والخصوصية - الإسلام والتفاعل الحضاري: صراع أم حوار - الاتحاد الأوروبي والعرب - الشراكة الثقافية الاجتماعية والإنسانية الأوروبية المتوسطية - الهوية والعولمة).
إنّ من تمام حق الشيخ على تلميذه ومريده أن يتحدّث عنه وينشر علمه الذي أخذه منه، فهذا صنيع نبيل يردّ به المريد جزءاً من الأيادي السّابغات التي أسداها إليه أسْتاذه، إذ ليس من العدل أن يظلّ علم الشيخ وشيجة بينه وبين تلميذه فقط، فهذا نكوص وإركاس، ومن أين للآخرين أن يتعرّفوا على هذه الفوائد والذّخائر والنّفائس إذا بقيت حبيسة في صدور أناس معدودين.
وإنّما قدّمت هذه التقدمة وأنا أتذكّر أنّ الليث
...>>>...
من الصعب الكلام على الأسد، مع إغفال شخصه، وشخصيّته، فهو الأستاذ الأكاديميّ، والدبلوماسيّ، والمثقّف، والمفكّر، والإنسان، والرجل، بأناقته المشهورة، وقيافته الرفيعة، ولياقته التي يتحدّث عنها الركبان، ولسانه الذَّرب، فبمثله من الرجال يكون الإعجاب، وإجلالا لعلمه، وسمْته الأكاديميّ؛ يكون الثناء والتقريظ. ولعلّه ليس من المغامرة القول: إنّ الأسد مكوّن مهمّ من الهويّة الثقافيّة في الأردن.
تعد مسألة البحث في اللغة، والعناية بخلوها من الشوائب، والأغلاط، والتنبيه عليها، وبيان أوجه الصواب فيها من المسائل التي عرفها الدرس اللغوي في الماضي السحيق. وقد طبعت كتب عدة تناولت ما تلحن فيه العامة، أو ما يشيع فيه التصحيف، أو التنبيه على أغاليط الرواة، أو تثقيف اللسان بما يصون عن الوقوع في اللحن، أو تتبع لغة الجرائد وما يظهر فيها من أخطاء الاستعمال في المفردة، أو في القاعدة من النحو، أو في
...>>>...
ثلاثة كتب تبحث في قضية الشعر الجاهلي، ظهرت خلال القرن (العشرين) الماضي، أحسب أنها أهم ما صنف في هذا الموضوع الشائك الصعب، وهي بلا شك ستظل على مر الأيام منارات بارزة لدارس الشعر الجاهلي، بحيث يكون من الصعوبة أن يتلمس هذا الدارس طريقه، وهو في منأى عن ضوئها، وما تكشف عنه.
فأما الأول، فهو كتاب الدكتور طه حسين (في الشعر الجاهلي) 1926، الذي هو في الأصل محاضراته التي كان يلقيها على طلبته بالجامعة
...>>>...
بين أن تكون الكتابة وظيفة أو متعة هناك فرق شاسع يكمن في ادخار الحياة داخل صرر رقمية في بنك الريح، وبين ادخارها في يراعات متبرعة في شفاه الورد وأيقونات العطر البكر، هما يكمن إنجاز الإبداع الذي لا يتحقق ضمن مراسم مهنية بحتة تحد من طلاقته، أو حتى ف يجو عبثي عقيم وفوضى تودي به إلى حتفه، من يمسك بزمام الأمرين معا حتى تكتمل المعادلة تبعا لخطوات مدروسة بحرفية خلاقة؟
في حضرة العلامٌة الدكتور ناصر الدين الأسد تجتمع صفات عديدة، كان علمه وتواضعه طريقا إليها، فهو الشيخ الأنيق، ومعالي الوزير، والدبلوماسي الرفيع والأكاديمي العاشق والعارف بتفاصيل اللغة والمؤرخ والمحقق وأحد أبرز ممثلي المدرسة التكاملية في النقد وحامل لواء (الكلاسيكية الجديدة في التعبير الأدبي) والأكثر إبحارا في الأدب الجاهلي وتدوينه وإسناده وأول من قارن أراء
...>>>...
1- جوامع السيرة وخمس رسائل أخرى - لابن حزم (تحقيق بالاشتراك ) طبع دار المعارف بمصر سنة 1955م (نفد)
2- مصادر الشعر الجاهلي وقيمتها التاريخية - نشر دار المعارف بمصر، الطبعة الأولى سنة 1956م حتى السادسة سنة 1982م، والطبعة السابعة نشر دار الجيل ببيروت سنة 1988م، ثم ما تلاها من طبعات!!
3- الاتجاهات الأدبية الحديثة في فلسطين والأردن - نشر معهد الدراسات العربية العالمية بالقاهرة سنة
...>>>...