- درجنا على ربط (الشعر الجاهلي) (بمصادره وقيمته التاريخية)، وإذ نتذكر الأستاذ يتراءى تلميذُه، وندرك المسافة الواصلة والفاصلة بين العميدين والعتيدين، ومَنْ يؤمن باللقب فسيرى أن (ناصر الدين الأسد) يستحقّ كما استحقّ طه حسين، لكنها (الكلمة) تصنع قائلها، ولا يعنيها بعدُ مَن أمير الشعر ومَن عميد الأدب..!
** هل يكفي (الأسد ناصر الدين) أنْ تبتَّل للبحث، وفرغ للتحقيق، وأسَّس الجامعة؟! أقلّ منها يكفي سواه ليصبح علَماً يتصدر ويسيطر. لكن هذا الرجل أضاف إلى العلم روحه، وللمعرفة أخلاقه؛ فبدا - لمن اقترب منه - رائداً يُشرق به وعيُ الكبار الذين لا يتكبرون، حتى إنك تحدثه فتتوهم - لإنصاته وأدبه - أنك الأستاذ، ثم تستغفر الله؛ فمَن يكون بحضرة (الجبال الشم) لا يجوز له أن ينسى القامات والقمم..!
** التقاهُ صاحبكم مراراً في القاهرة وعمّان والرياض والإمارات، فزاده حباً يتيهُ على الإعجاب، واحتراماً لا يحظى به إلا قلةٌ جمعوا فوعوا، فكان فيهم أدبان، وامتلكوا البيان والجنان..!
** قال (الأسد ناصر الدين) إنه بعد سنوات من تركه رياسة الجامعة الأردنية ووزارة التعليم العالي أُجري استفتاء حول شخصه بين طلاب الجامعة، مَنْ يكون..؟ فانقلبت النتائج حسيرةً؛ إذ ظنّ بعضهم أنه ممثِّل قديم، أو مطرب شعبي، أو شيخ قبيلة، وتأوهنا، فقال: (إنها الحياة)، موعظة لمن يظنُّ الخلود..!
** ستخلدُ أيها الكبير بعطائك، وستظلُّ وشماً في ذاكرة أجيالٍ أدركتْ كم بذلت دون أن تهتم بمظهرٍ دان لك، ومنصبٍ ارتقى بك، وكم هم الذين تجاوزهم الزمن وقد أصمُّوه، فكانوا كأن لم يكونوا..!
** الناصر منصور..