في ذلك المكان المظلم كنت أقف وحيدا.. كنت أتذوق الخوف تارة وأتجرع الألم تارة أخرى، بينما كانت رائحة الموت تغطي جميع زوايا هذا المكان الكئيب.
|
كنت أصرخ بصوت عالٍ على أمل أن تصطدم صرخاتي بجسم بشري فيسارع نحوي.
|
كنت أتمنى أن أرى كائنا حياً واحداً يشاركني وحدتي.. لم يكن يهمني في وقتها أكان ذلك الكائن الحي إنساناً أم حيواناً أم حتى حشرة صغيرة, المهم هو أن أرى جسما يشعرني بأنني لا أزال على كوكب الأرض,
...>>>...
|
|
|
أشعة عسجدية تتسلل من خلال نافذة مترعة بهموم كثيرة أتأمل كل شيء حولي.. أنزوي وحيداً.. أسحب.. مدفأة.. عنيدة.. كانت تعبر المساءات بصمت..لم تفلح في احتواء ليلة شاتية.. مسكون أنت.. حتى آخر قطرة.. بعذابات المطر - لا تحرك متحركاً.. كل العربات قد توقفت.. أردفت السؤال... وحركت.. أوراقاً.. ضايقتني البارحة كثيراً... لكن المساء.. كان جالماً.. هناك.. حد الإرهااااق.. .تصطك النوافذ.. يتوقف الشارع.. بل... وتميل
...>>>...
|
|
|
* الرياض (ط ) 2008م - 1429هـ
|
* تقع المجموعة في نحو ( 110 صفحات ) من القطع المتوسط
|
قصص (سُكيرينة) بوابة أولى لجدل سردي دائم يدلفها الكاتب، ليضع مفاتيح اللغة، والأحداث، والشخوص في ثغراتها المناسبة.. فالقاص تركي الماضي يؤسس عالمه القصي في هذه المجموعة الأولى على أبعاد بانورامية تراوح بين الخاص (همّه الذاتي) والعام (هموم العالم) من حوله، فهو
...>>>...
|
|
|
|
ينظر إلى ما حوله بشيء من الزهو.. ربما قامته السامقة رسخت في ذهنه هذا السلوك المشين.. جلبابه المخثر ببقع خضراء زادته شموخاً.. ثمة بقعة سوداء التصقت في نحره، يحاول أن يواريها.. إلا أن قامته الفارعة تجعل من الاستحالة مواراة تلك السوأة.. ظلت البقعة السوداء لغزاً محيراً للعابرين وظل الركبان يتناقلون حكايتها أسطورة مدهشة.. بعضهم يقول: إن موجة غضب اجتاحت جوفه واستمرت تغلي كالمرجل.. لفظ بعدها مادة نتنة..
...>>>...
|
|
|
فُقِدَ الحبُّ فمن أينَ الفرحُ
|
هزَمَ الإنسان شيطانٌ نجَح
|
أغدقَ الأوهام حتى لم يَعُد
|
غير هذا الماء من هذا القدح
|
من هوى الدنيا ومن عنها نزح
|
غائبُ في نفسه يُزجي المُنى
|
حالمٌ يرنو إلى الوضع الأصح
|
|
|
ولمّا يصل فكرنا أيّ بُعدْ
|
|
|
قبل الساعة الثامنة التي ماتت على الجدار الأبيض، قبل الصفحة الخامسة من الجريدة المتفحمة، قبل الصوت الذي ترنح وسقطت بعض ذبذباته على الحقيقة، قبل اليد التي على عاثت في أسلاك الهاتف ثم راحت تلطم وجه الموت، قبل الوطن الذي صار يلتهم مواطنيه، قبل المنفى، قبل الحمى، قبل الوجع، وبالضبط قبل تشرين الماضي بثلاث صفعات وجوع.
|
إذ ذاك، كان المطر يهطل وقلب ما كان يصلي على أرض هذه المدينة المريضة ويبتهل بدعوات
...>>>...
|
|
|
|
|
|
صفحات العدد
|
|
خدمات الجزيرة
|
|
اصدارات الجزيرة
|
|
|
|