تناولت كراستي بهدوء.. ورسمت مدينة قيدمة.. تمتلئ جدرانها بعبارات اختزلها العابرون. ورسمت رجلا يبحث فيها عن مكان يتسع لعاشقين ثم اختار زاوية انهد أحد جدرانها.. وجلس هناك وحيدا بانتظار فتاة.. لعل اسمها.. (مريم)
|
إلى متى سأظل أراوغ أقداري.. فأفوز تارة.. وأخسر تارة؟
|
بل متى ستكف الحياة عن مشاغبتي..؟ ورسمت دائرتين.. وخطوطاً متعرجة.. ثم أقفلت دفتري!
|
|
|
أرقبُ وقتاً آخذاً في التصاعد إلى غمرة بوحي بانفلات عجيب. يهوي نحوي بظلاله المفعمة بالسواد، والمشبعة بالجفاف الرهيب.
|
ألمح ظله العابث في الزوايا، متنقلاً على وجوه المرايا، متسرباً من ثنايا المجهول والمنتظر.
|
في كل مكان، تعصف رائحته المريرة، تضع بصمتها الغريبة على ملامح الأشياء، في انتظار القراءة الأخيرة.
|
ربما هو هاجس حافل بالقلق، يغطي أروقة اللحظة المرتقبة، في ارتباكِ يفضح النشوة الحاضرة،
...>>>...
|
|
|
- الدار العربية للعلوم (ناشرون - بيروت - 2008م)
|
-تقع الرواية في نحو (248 صفحة) من القطع المتوسط
|
- تعد هذه الرواية العمل الثاني للكاتب بعد روايته (حكومة الظل).
|
يسعى الدكتور منذر القباني من خلال روايته الجديدة (عودة الغائب) إلى تقديم رؤية متكاملة عن حكاية الإنسان التي تتسم عادة بالمفارقات حتى وإن تشابهت الأسباب، وتطابقت الصور.
|
|
|
|
لبنانُ ليلُكَ في الوجودِ نهارُ
|
لبنان مهدُك مزّقتْهُ مخالبٌ
|
لبنان ما صرخاتنا وبكاؤنا!
|
أنت العروبة كلها، فحروفها
|
ما كنت قبلُ أراكَ إلا زهرةً
|
لبنان أُرْزُكَ ما يزال مكبلاً،
|
ما كنت في التاريخ إلا نغمةً
|
لبنان ما وصف الكلامُ جراحنا
|
أبداً تشتتنا الحروب وأنت في
|
أيقظت بين جوانحي أسفي وكمْ
|
كل الدروب إلى عناقك مُرّةٌ
|
تاريخ حزنك في ربيع حياتنا
|
لبنان أرهقني الوقوف، وعادني
|
|
|
قل لي بربك قلْ هل أنت (علماني)؟
|
أجبتُ لا قال لي: لا شكَّ (إخواني)
|
فقلتُ لا: قال: ما الإنسان في زمني
|
سوى إشارات إخواني وعلماني!
|
فقلت: يا صاح إنَّ الهديَ علَّمنا
|
كتاب ربي وهديُ المصطفى أبداً
|
إن في الأنام اختلافٌ في الفروع فذا
|
من ربنا رحمةٌ حكماً لرحمن
|
|
|
بتلة واحدة كانت كافية لإثارة مكامن الذاكرة.. تحمل لوناً مماثلاً ورائحة تعود بي إلى زمن غابر لم استطع نسيانه.
|
انحنيت لالتقاط تلك البتلة الوحيدة... وكأنما انحنيت دون زمن طوى فؤادي.. وأذرى التراب عليه, تلك الانحناءة أتذكرها حينما تحولت زهرة الليلك في يديها إلى بتلات متفرقة.. وفي النهاية أبقت تلك الزهرة عارية كما قلبي حينما فقد كل شيء.
|
لكنه دائماً ذلك التيار الهوائي الخفيف يبعد البتلة بضع خطوات
...>>>...
|
|
|
أشعر أنني بليد جداً حيال أحزان الآخرين، لا خوفاً من أن تسقط مني دمعة متمردة على مقاييس الفحولة المبكرة، فأنا لا أخاف المجهول، غير أنني لا أجيد ترويض الدموع البرية!
|
لا أتذكر متى بدأ الجفاف يصيب محجري، وكل ما أعرفه أنهم كانوا مهووسين بإنضاجي قبل الأوان، والرجال لا يبكون: هكذا رددوا على مسمعي، ف صدّقت.. والله!
|
- أوَليس الكبار لا يأتون سوى بالحق؟
|
وحدها تعرف أن البكاء سر آخر لترطيب الحياة، وإكسير
...>>>...
|
|
|
|
|
|
صفحات العدد
|
|
خدمات الجزيرة
|
|
اصدارات الجزيرة
|
|
|
|