قل لي بربك قلْ هل أنت (علماني)؟
أجبتُ لا قال لي: لا شكَّ (إخواني)
فقلتُ لا: قال: ما الإنسان في زمني
سوى إشارات إخواني وعلماني!
فقلت: يا صاح إنَّ الهديَ علَّمنا
بمنهج واحدٍ لا ما له ثان
كتاب ربي وهديُ المصطفى أبداً
هما حقيقة إسراري وإعلاني
إن في الأنام اختلافٌ في الفروع فذا
من ربنا رحمةٌ حكماً لرحمن
فمن سعى شاكراً في درب (ناجيةٍ)
يظفر بنعمى ومن مارى بخسران
عشْ في الضفاف لتنأى من مداهمةٍ
كم أهلك الخوض من ركبٍ وربَّان!
فقال: لكنْ.. فقلتُ: اصمت فكلُّ حجى
يدري ببوحٍ به استحلفتَ كتماني!
أما ترى الآه للأعيان ظاهرةً
لم تُخفَ حتى على بلْهٍ وعميان؟
هل تُحجَبُ الشمسُ؟ما يضنيك يسعرني
وما استفزَّك بالتلفيق أبكاني
***
يا مسفك الصبح في كهف الضلال أفقْ
أخشى عليك وقوعاً في يد الجاني
ما المستقيم سوى دربٍ وكم طُرقٍ
سواه ما فُرِّعتْ إلاَّ بشيطان
لم يهلك الناسَ إلاَّ الاختلافُ وما
أخزاهمُ غير أهواءٍ وطغيان
إنْ زيَّن المرجسُ المغتالُ خَطوتَه
فقد مشوْها خطىً من غير عنوان!
والحقُّ منبلجٌ والدرب متَّسعٌ
والرُّشْدُ متَّصلٌ يزهو ببرهـان
عجبتُ! كيف رؤى الوضَّاحِ شاهدةٌ
ما يهدم الضِّدُّ إعلاناً ببطلان؟
أ أصبح الفوزُ أرقاماً معطلةً ؟
أم ينشأ القصدُ آمالاً بلا بان؟
نرى ونسمع ما يشفي فإن صُهِرتْ
مآرب الطِّبِّ لاح المهلكُ الفاني
شئنا العشى مرشداً لاغروَ إن جُلِدتْ
أجسامنا من عصا الأعشى بإتقان
متى تردْ خطوةُ الإبصارِ غايتَها
تضامناً تجنِ تمكيناً بإيمان
ربي رجوتك أنقذ كلَّ منهزمٍ
ظلما ليُمحَى أسى الشاكي بسلوان