اليوم السابع
تناولت كراستي بهدوء.. ورسمت مدينة قيدمة.. تمتلئ جدرانها بعبارات اختزلها العابرون. ورسمت رجلا يبحث فيها عن مكان يتسع لعاشقين ثم اختار زاوية انهد أحد جدرانها.. وجلس هناك وحيدا بانتظار فتاة.. لعل اسمها.. (مريم)
اليوم الثامن والأربعون
إلى متى سأظل أراوغ أقداري.. فأفوز تارة.. وأخسر تارة؟
بل متى ستكف الحياة عن مشاغبتي..؟ ورسمت دائرتين.. وخطوطاً متعرجة.. ثم أقفلت دفتري!
اليوم الثالث
وقفت قريباً من النافذة.. وأرخيت أذني لسماع أغنية طائرة ما، لم أستطع أن أتبين مكانه رغم أني أحسست بحاجتي إلى أن أحشو عيني بكثير من المشاهد.
على الجدار، كانت تقف قطة أجفلت حين رأتني.. ثم قفزت وتابعت ركضها إلى حيث لم أعد أراها.. أغلقت النافذة، وأنا أطلق زفرة ساخنة..!
اليوم الأخير
أشياء كثيرة مبعثرة ومتناثرة هنا وهناك. جمعتها.. وحفظتها في حقيبة جديدة، ثم وضعتها بانتظام بجوار حقائب أخرى في مخزن الذاكرة.
اليوم الثالث عشر
حين وصلت إلى مقر عملي.. اتصل بي أخي، وأخبرني أنني نسيت مفتاح الشقة في مقبض الباب الداخلي. وبعدها تأكدت أنني أصبحت أنسى أشياء كثيرة.. خصوصاً.. إذا كنت أغني..!!
اليوم ما قبل الأخير
الحديقة تكتظ بزوارها هذا المساء.. العائلات تشكل دوائر متفرقة ومتقاربة، امتلأ ما بينها من مساحات بالأطفال والبالونات واللعب..
أنا في أول مرة آتي وحدي إلى هنا.. أتفحص وجوه المواعيد.. وأتفرس فيها عذراً للغياب وأكمل سيري وحيداً وسط الحديقة.
لفت انتباهي طفل يلعب لوحده أيضاً.. هناك بالقرب من عائلة صغيرة.. خطر لي أن أشاركه اللعب.. سرت نحوه.. وحين وصلته انحنيت إليه وقبلته اثنتين..! ثم أخفيت وجهي بشماغي وهربت.. حين تبادر إلى ذهني أن إحداهن قد شتمتني!
اليوم الأول
الزمن يهرب من صفحات الصحف وأوراق التقويم لا تسعفني بمعرفة تاريخ هذا اليوم!
أي يد سحرية أخفت عني هذا..؟ هل هي الأقدار تتآمر ضدي من جديد..؟ وبعد محاولات عديدة فاشلة.. حزنت كثيراً.. تأكدت أنني لن أحتفل في العام القادم..!
اليوم الرابع والخمسون
تناولت كراستي.. وكتبت قصيدة علمت فيما بعد أنها مختلة الوزن..! وفي المساء.. أخبرتني أمي أنها متضايقة من كثرة شرائي أشياء لا أحتاجها.. ولا أستخدمها..!
اليوم ما بعد الأخير
بعد أن ضجت أوراقي بالشكوى...
عزمت على أن أكف عن التعامل مع نفسي كفراش قديم.. تتراكم فوقه الأتربة.
وعلمت أني أرهقت أوراقي ببوح أنفضه كالغبار فيتطاير في كل الجهات.
اليوم الحادي والعشرون
كانت مريم تخطو فوق ذراعي.. وتصهل كمهرة نافرة.. تتحدث.. فتنتصب الزوايا.. وتمتد رقابها.. مصغية نحو السماء.. تضحك.. فيهرب التاريخ من صفحات الصحف مرة أخرى! تبكي.. فتسقط شجرة في الفردوس وتفر عصافيرها نحو المجهول... تصمت.. فأصمت أنا أيضاً!