أرقبُ وقتاً آخذاً في التصاعد إلى غمرة بوحي بانفلات عجيب. يهوي نحوي بظلاله المفعمة بالسواد، والمشبعة بالجفاف الرهيب.
ألمح ظله العابث في الزوايا، متنقلاً على وجوه المرايا، متسرباً من ثنايا المجهول والمنتظر.
في كل مكان، تعصف رائحته المريرة، تضع بصمتها الغريبة على ملامح الأشياء، في انتظار القراءة الأخيرة.
ربما هو هاجس حافل بالقلق، يغطي أروقة اللحظة المرتقبة، في ارتباكِ يفضح النشوة الحاضرة، وارتعاشٍ واجمٍ لصخب المهجة الحالمة.
وربما الخريف، خريف التساقط والانتهاء، خريف التماهي والتناهي، أو أنه التهالك حتى الإغماء، والتآكل حتى الغثيان المميت.
لا شيء يساعد على الاختبار، أو الهروب المقيت، لا شيء هناك أو هنا، يعلن الوقفة الصامدة، بل وهلة صامتة، تسبق لحظة الانفجار.