عن دار الكفاح وفي باكورة أعمال سلسلة (إبداع) صدرت للقاص والإعلامي جعفر الجشي مجموعة قصصية جديدة وسمها بعنوان (الجمجمة)، واشتملت على العديد من النصوص القصصية المتسمة بالقصر غير المخل.
يستهل الجشي أولى صفحات المجموعة بقصة (سيماء الموت) ليغترف من نهر الحكايا هذه الحكاية المعدة بشكل رشيق تدلف إلى عمق بحيرة العناء لدى الراوي على لسان فتاة العشرين حيث تصف لنا ومن
...>>>...
أصبح يحب الظلام، واسعد أوقاته عندما يكون في غرفته، ملابسه مبعثرة على سريره وعلى أرضية دولابه وحتى رف كتبه القديم لا يوجد عليه شيء منها، وتحت الرف كان هناك رف جديد مسنود إلى الجدار... وتحت نور الغرفة الخافت، كان يتحدث.. ويتحدث..ويتحدث وفجأة علا صوته:
ألا تسمع..لا أريدك أن تكون هنا!
وعاد إلى رفه ينظر إليه، هو لا يُحب التغيير وحتى زوجته قالت له: الكتب لا تحتاج إلى رفٍ جديد، بل تحتاج إلى رعاية جيدة
...>>>...
ثمّة حزن يشوب وجهه هذا الصباح.. كنت أظن أن السبب في ذلك اختلال أوقات الاستيقاظ إذ كان يمرح بهناءة خلال إجازته. هذا الاعتقاد لم يكن جازماً.. بدلالة استيقاظه المبكر يوم الخميس الذي يصادف السوق الشعبي.. ربما لهذا الكم من الكتب التي ضاقت بها حقيبته..
كنت أناظر عينيّ ابني اللتين كان يورايهما مرتاباً.. أيقنت أنه يخفي عني شيئاً لا يجرؤ الإفصاح عنه.. قلت هل توّد شيئاً...؟ لمحني بشكل سريع وعيناه تفيضان
...>>>...