يقرأ الإنسان أحياناً حواراً أو مقالاً أو كتاباً، فيخرج منه بجملة أو فقرة يلتقطها كما يلتقط الصياد سمكة بسنارته، فترسخ في ذهنه تلك المقولة وتتغلغل في أعماق عقله. وينتج غالباً عن تفكيره العميق في هذا الصيد الذي خرج به كثير من الأفكار والتأملات المتشعبة، ولاسيّما إذا كان ضيف ذلك الحوار أو كاتب تلك المقالة أو مؤلف ذلك الكتاب محبوباً عند القارئ، أو شديد التأثير عليه.
في بيوتنا تكبر أعمارنا، تزداد أطوالنا، تتغير ملامحنا، تشتد مخاوفنا، تتبدل نبرات الحسرة في القلوب، تسقط بعض الأحلام، نسلك طرق الدراسة والعمل، نخرج من بيت العائلة إلى حيث بيت عائلة جديدة يبدو نحن من يؤسسها هذه المرة، بعضنا يبقى في البيت الكبير، جميع الذين خرجوا وجميع الذين لا زالوا يعيشون تحت سقفه، الجميع يؤمن ببر الوالدين وصلة الرحم، الجميع يأخذ العبرة في المال من الفقراء والعبرة في الهم من أجر
...>>>...
إذا كان الغذامي قد أعلن «موت المثقف»، فالدكتور إبراهيم التركي قد طالب من خلال حواره في صحيفة الحياة العدد «18075» مع الأستاذ عبد الله وافية إلى إنقاذ المثقف «بقبلة الحياة».
صحيح أن مفهوم المثقف الذي أعلن الغذامي موته يختلف عن مفهوم المثقف الذي طالب التركي بإنقاذه «بقبلة الحياة». لكن المشترك بينهما إشكاليَّة «ثقافة التقدير» التي تقع ما بين
...>>>...
ثانياً: في كل المراحل السابقة تتبدل منطلقات المبدعة كتابياً، فهي تنتقل من موقع التقليد المطيع إلى موقع الثورة العارمة مروراً بالإغراق العاطفي والتفرد الذاتي والحق الاجتماعي. فهل يمكننا القول إن هذه المراحل تمثل أقنعة كتابية؟ أول نوع تقنعي يتبادر إلى الأذهان هو الأسماء المستعارة التي تلجأ إليها الكاتبة حين تنشر أعمالها، وفي حين أن كثيرا من
...>>>...
لا ينكر الإنسان فضل المستشرقين على الثقافة العربية بغض الطرف عن نواياهم ومقاصده، فمنهم من ارتحل في بلادنا كما ارتحل الأجداد وكابدوا عناء الرحلة ومشاقها وعاشوا مع البدو حلوا حيث حلوا وارتحلوا حين ارتحلوا، ومنهم من ارتحل في التراث فاستوعبه وعبر عنه، ومن يزر المكتبات الغربية يجد عنايتهم الفائقة بحفظ مخطوطاتنا حفظًا ما كان سيتيسر لها في بلادنا،
...>>>...
كتبت ذات مرة موضوعاً، وقد نشرته في مواقع وشبكات الكترونية محددة، ربما تخدم الغرض الذي أرمي إليه حسب مقتضى أهدافي المجردة من التبعية، وذات الصبغة الاستقلالية، والتي تتمحور في ساحة الحيادية، وإنني سأعاود نشره هنا مع بعض التعديلات التي أوصل بها رسالتي بصورة تحمل لوناً واحداً بعيداً عن الطائفية فلا طائفية ولا تحزبية في مساحة أوسع وأكبر للفكر والحوار، والذي كان «أي المقال» في مجمله يركز على
...>>>...
نقلت صحيفة النيويورك تايمز تعليقاً على المناظرة التلفزيونية بين الرئيس الأمريكي أوباما والمرشح الجمهوري رومني، أن لغة الجسد لدى كل منهما مهمة فيما تنقله إلى الشعب الأمريكي، وتؤثر في فرص فوز أي منهما. فبعد المناظرة التلفزيونية الأولى بين كل من جون كينيدي وريتشارد نيكسون قبل 52 عاماً أدرك القائمون على الحملات الانتخابية بأن الناخبين يمكن أن
...>>>...
لا تنجلي المبادئ والأصول الجوهرية لنظرية التعبير، من دون ملاحظة جملة النفي أو عبارته السالبة والداحضة التي تقابل ما تثبته نظرية التعبير للأدب وما تصفه به. وهذه طريقة مألوفة في بيان وجهات النظر وتقرير التصورات تعبِّر عنها عبارة القدامى بطلب «البدء بالتخلية قبل التحلية» أي نفي ما ليس صفةً للشيء وتخلية له مما يمنع تحرير مفهومه المراد قبل وصفه
...>>>...
ذكرتُ في المقالة السابقة رفع الحرج عن السابقين في نقولهم غير المنسوبة لأصحابها، وذلك لانتفاء نية القصد في السطو على آراء الآخرين، وأستكمل هنا بقية حديثي ليتبين موقع الأمانة العلمية وفهمها، وبين سوء القصد من أخذ كلام الآخر ونسبته إلى النفس دون وجه حق.
يذكر الهاشمي - رحمه الله تعالى - في كتابه جواهر البلاغة في المعاني والبيان والبديع أن السرقة تأتي على ثلاثة أنواع:
(العصر الذهبي) هو العصر الأول من العصور الأربعة التي عاشها الإنسان في الأساطير اليونانية والرومانية، أما العصور الثلاثة الأخرى فهي: العصر الفضي، والعصر البرونزي، والعصر الحديدي..
وقد ظهر العصر الذهبي كبداية في (الأعمال والأيام) لهزيود، ثم تم تطويره وتنقيحه في أعمال الشعراء الرومان: هوراس، وفرجيل، وأوفيد.. الذي عرض لهذه العصور بالتفصيل في مسخ الكائنات (الكتاب الأول) فقال: وعندما وقع
...>>>...
يقول أحد الفقهاء:» كلام العرب لا يحيط به إلا نبيّ»، ولذا بدأت في القرن الثاني الهجري الحركةُ المعجمية في محاولة لحفظ هذا الكلام، وكان أوَل واضعٍ لمعجمٍ عربيّ هو الفراهيدي لضبط اللغة وحصرها، غير أنّ هذه المعاجم قد تصبح كتب طلاسم تشبه كتب السّحر التي يقرأ منها «هاري بوتر» وأصدقاؤه في مدرسة السحر في السلسلة الشهيرة،ولا يطّلع عليها إلا «النخبة» أو بمعنى آخر متخصصو اللغة ودارسوها، أما طلاب المدارس في
...>>>...
كثيرون يستخدمون تويتر.. وحتى بعض الذين يستخدمونه.. يفعلون ذلك ليشتمونه، ليشتمون الناس و»الغوغاء» في الوقت الذين يعني هذا بالضرورة أنهم يرون أنفسهم بأنهم خارج مستوى الغوغاء فهم طبقة ثانية مختلفة.. تصنف نتفسها ما تشاء غير أنها ليست غوغاء كما تزعم..بل هي «نخبة مثقفة محترمة..إلخ» من الأساليب الدعائية البسيطة. قد يستخدمون كل مناسبة لإثبات نظريتهم أن الناس غوغاء.. وأنهم بسيطون.. بينما هؤلاء
...>>>...