معادلة (العقل) و(اللاعقل) معادلة دقيقة جدًّا. من أسرفَ في تمجيد الأوّل قد يصل به إلى الآخَر. ذلك أن إعلاء شأن العقل لا ينفي أنه بذاته قاصرٌ عن فهم كلّ شيء، ولا أن هناك أسرارًا في الكون يعجز العقل عن بلوغ أمرها. ولو حكَم امرؤٌ على ما لا يعلم أو يفهم على أنه لا شيء، أو أنكر منطقه، أو ألحد في وجوده، لكان أجهل الأجهلين. ولنا في ما نرى في حياتنا
...>>>...
ما رأيت أحداً مثل أستاذنا الدكتور منصور إبراهيم الحازمي زويت له العلوم والثقافات، فهو المعلم الأكاديمي وهو الأديب والشاعر والناقد، واشتهر بتعلياته ونوادره اللطيفة التي تسعد من حوله، وهي صفة نادرة، وهو في كتاباته ربما نحا أسلوباً طريفاً ساخراً حتى قرنه الدكتور أحمد غانم بالجاحظ والمازني من أدباء العرب الساخرين، الذي يعرف الأستاذ عن قرب يجده
...>>>...
تسببت الجوائز الأدبية في امتعاض كثير من الأدباء؛ فبعد إعلان نتائج جائزة ما تبرز ردود أفعال غاضبة، وتتعالى أصوات المعارضين والمحتجين معتبرين لجنة التحكيم هذه أو تلك غير مؤهلة لتقييم الأعمال الأدبية حتى لو كان أعضاؤها من النقاد المعروفين أو الكُتَّاب البارزين، وتبدأ التهم المتكررة بالتحيز وعدم الموضوعية، بل إنّ بعضهم يصرّح بمقال هنا أو رأي هناك
...>>>...
العيون نوافذ البشر، ومهما حاولوا كتم أسرارهم، فإنها لها كاشفة، فالصب مثلاً تفضحه عيونه، وهي ساحرة كتلك التي سحرت العربي بين الرصافة والجسرِ، حين جلبن له الهوى من حيث يدري ولا يدري، وهي في أحيان غامضة واضحة، أليفة موحشة كحالة الغريب:
الصمتُ لا يقتلك إلاّ حينما يأتيكَ من كائنٍ حيّ.. تحبه ولا يحبك. تحبّه جداً ولا يحبّك جداً ولا هزلاً..
إنه صمتٌ قاسٍ، ولكنه لا يقتلُ إلاّ أناساً لا يستطيعون الحياة إلاّ بقلوبٍ حيّة، ولا يستطيعون النوم إلاّ بضمائر لا تنام..
والصمتُ الأقسى حين يصبح قاتلاً صامتاً فإنه لا يختار ضحاياه إلاّ من خيرة الوفيّات والأوفياء.. كمحبّ أساء اختيار حبيبته، أو كمحبةٍ أساءت اختيار حبيبها، فالأول رغم قوّته
...>>>...
ليس ثمة واقع بماهية مجردة من الدلالة والتأويل، وأن تدرك الواقع يعني أنك تتخذ زاوية نظر وموقف فهم معين، لكنك في كل الأحوال لا تبتدئ الموقف ولا تبتدر النظر أو تبتكر المعنى، فالجهل نفسه ليس فراغاً معرفياً كما يقول باشلار (-1962م)، إنه كثافة وامتلاء، و»كل حقيقة هي خطأ مصحح». وهذا يعني أن الواقع الذي قال عنه جاك لاكان «هو الموجود هناك أصلاً» ليس
...>>>...
* مضت بنا الأيام في جريدة اليوم، وساءنا كمحررين ومتعاونين في الجريدة تعيين الأستاذ « محمد العجيان « رئيساً لتحريرها في أواخر عام 76م، ولكن «العلي» الذي كان مرشحا لهذا المنصب، طمأننا بأن هذا الصحفي المحترف قادر على تطوير الجريدة ووضعها في موقعها المناسب، أفضل منا جميعاً!
يصدر هذا التقرير في الوقت الملائم في نظري لينهي الجدل والبطر اللفظي حول إشكالية "الليبرالية الديمقراطية" من جهتين : أولا: كممارسة وآلية للحكم لم تنجح مطلقا في العالم العربي، وثانيا -وهذا الأخطر- ك"فكرة" و"إيديولوجية" جذابة يتشدق بها بعض المثقفين والمفكرين العرب المتمردين على تركيبة وطبيعة مجتمعاتهم المعقدة والتي لا تلائمها بالضرورة الآلية "الليبرالية الديمقراطية" الممارسة
...>>>...
إن تحويل الفتنة من حالة تفكيرية طارئة إلى نظام عقلي يستند على قاعدة بيانات معيارية وارتباطات تبريرية مقوننة تتفق مع المنظومة العُرفية للواقع الاجتماعي لتجويّز منطق محاربة محتوى التغيير وأشكاله هو أول ما يدركه القارئ لكتاب «فتنة القول بتعليم البنات» لعبدالله الوشمي.
وقد مارس ذلك التحويل الكشف عن إشكاليات العقل والواقع السعوديين في فترة تاريخية
...>>>...
أفاد غالب من كتب في لغة المعاجم اللغوية ومن نظر في أصول النحو أن هذا وذاك كلاهما (موهبة) إذ لا ينفع فيهما مجرد النقل، وما من: لفظة مركبة مع أخرى، وما من لفظ ولفظ يدل كل ذلك على وصف أو ظرف أو علم إلا وله مراد، ولهذا لا نجد من كتب في كل واحد منهما بعد القروم الكبار إلا وأخذ منهم بحال ما أو صورة ما، وحال الضرر هنا تكمن في التقمص والإدعاء والجرأة
...>>>...
يستبطن العنوان - في كثافة فنية باذخة - ذاتا متفائلة وثابة، وهو في ذات الوقت يكسر أفق التوقع لدى المتلقي، من حيث انفتاحه على جملة غير محددة من حمولات الأمل، التي تأتي راجية التغيير من غير ثورة، أو وعيد، أو ضجيج...
إنها "الثورة المخملية" إذا استعرنا المصطلح السياسي، التي تؤمل في الانعتاق من أسر الواقع الذي يشكل بتفاصيله الثقافية والاجتماعية كلكلا جاثما على الرؤى التي ترنو نحو التغيير..
ربما لم يظهر اهتمام نسقي نقدي على جنس أدبي في منطقة الخليج مثل ما ظهر للرواية السعودية، التي قلبت الطاولة الإبداعية على غيرها من الأجناس الأدبية، المرئي منها والمقروء، وهذا التحول لم يكن عبثا في جزء منه، حيث تكاثرت الأعمال الروائية وتشعبت عددا وكيفا، فمجموع الروايات السعودية في عام 2003م وصل إلى 23 رواية، ثم تجاوزه ليصل في عام 2005م إلى 26 رواية، وفي عام 2006م قارب عددها 41 رواية، وفي عام
...>>>...
كما قد يظن البعض... لأن ذلك صفة حامل الفقه الذي ليس بفقيه.. أما الفقيه فشيء أسمى وأعلى من مجرد القدرة على الحفظ والاسترجاع. إن الفقه نشاط ذهني ومعرفي مركب ومعقّد، ولكن يمكن توصيفه بعبارة مقتضبة، فهو: