الثقافية - علي القحطاني:
يتحدث الكتاب عن «تاريخ الرواية النسائية في المملكة» ويستعرض أبرز التحولات والتطورات التي صاحبتها في مراحلها التاريخية المختلفة، كما يضم الكتاب أسماء الروايات الصادرة منذ عام (1350هـ - 1440هـ 1930 م إلى عام 2020م)، ويعد الكتاب الأول من نوعه الذي يشتمل على تراجم (سيرة ذاتية أدبية) لكل روائية سعودية لها نتاج روائي منشور، وكانت بداية فكرة التأليف من ورقة ألقها بنفس عنوان كتابه في أحد المؤتمرات المحلية والعربية والتقت «الثقافية» بالأستاذ منيف خضير الضوي، وتحدث عن الصعوبات التي واجهته في جمع سير الروائيات السعوديات والمنهجية التي اعتمد عليها في تأليف الكتاب، وفيما يتعلق بالتراجم اعتمد في التصنيف في تحديد الاسم والنشأة والإنتاج الأدبي والإنتاجات الأخرى ومن الأمور التي لفتت انتباهه الرواية الواحدة لكثير من الروائيات التي تجاوزت الـ150 تقريباً
، كما اشتمل الكتاب على تناول أبرز القضايا التي تناولها النقاد بالتحليل والدراسة مثل الروايات التي تتناول الجنس والعلاقة العاطفية بين الرجل والمرأة مثل رواية «بنات الرياض» و»نساء المنكر» ومما انفرد به الكتاب أيضا موضوع الأولويات والرصد التاريخي والفني للموضوعات المتخصصة كالرواية التاريخية وأدب الطفل وروايات الرعب وغيرها، وتناول الكتاب أيضا إحصاءات مهمة في الأكثر إنتاجاً، ومن الصعوبات التي واجهها تشابه الأسماء بين الرجال والنساء مثل (صباح، وندى وغيرهما)، كذلك تشابه أسماء العائلات والقبائل التي تنتشر في دول الخليج العربي، كذلك لا يجد توصيفاً على كثير من الكتب الأدبية فلا يُدرى هل الإصدار؛ هو قصة أو رواية أو مسرحية كما تحدث عن هيمنة أدب الرجل على رواياتهن في المشهد الثقافي السعودي وأثر الثقافة الخارجية على الرواية النسائية في المملكة.
الفكرة
كيف كانت فكرة الكتاب في البداية؟
كانت البداية في فكرة تأليف هذا الكتاب هي ورقتا عمل قدمتها في أحد المؤتمرات المحلية والعربية عن تاريخ الرواية النسائية في المملكة وما مرت بها من تحولات أسهمت في تطورها ونضجها، وعند الشروع في طرق أبواب هذا الموضوع وجدت صعوبة في الحصول على معلومات عن الروائيات السعوديات في الفترة من (2001 ـ 2022) وذلك لكثرة الإنتاج الروائي من جهة وكثرة دور النشر، وتوقف الجهات الحكومية المحلية التي قامت بمشروع التراجم الأدبية مثل (دارة الملك عبد العزيز)، والعربية مثل موقع (كتارا) في قطر، إضافةً إلى جهود فردية لا يمكن تجاهلها قامت بها بعض دور الدراسات والأبحاث مثل (أسبار)، وجهود المؤلفين في المعاجم والتراجم، ولكن كل هذه الجهود كانت تتوقف عند مرحلة زمنية معينة، ولا تترجم للروائيات بطريقة تخدم الباحثين، ومن هنا انطلقت فكرة الكتاب.
منهجية الكتاب
ما المنهجية التي اعتمدتم عليها في تأليف هذا الكتاب، وما الصعوبات التي واجهتكم فيه؟
فيما يتعلق بالتراجم اعتمدتُ في التصنيف على طريقة موقع (كتارا)، في تحديد الاسم والنشأة والإنتاج الأدبي والإنتاجات الأخرى، أردت أن أوحد طريقة الترجمة لكل روائية، والكتاب عموماً يبدأ باستعراض ولادة الرواية النسائية ومراحل تطورها والظروف التي مرت بها وأسهمت في تطورها ونضجها، واشتمل الكتاب كذلك على تقسيم لمراحل الرواية منذ بدايتها، وحتى صدور الكتاب، وتم رصد ملامح كل مرحلة من ناحية الأحداث السياسة وأبرز الأحداث الاجتماعية والاقتصادية والثقافية، وكذلك رصد أبرز ملامح الرواية النسائية من الناحية الفنية وأبرز الإنجازات التي تحققت في كل مرحلة، وكذلك أبرز الإصدارات الروائية ذات النكهة الخاصة، والأولويات أيضاً وما إلى ذلك، كما اشتمل الكتاب على تناول أبرز القضايا التي تناولها النقاد بالتحليل والدراسة مثل الروايات التي تتناول الجنس والعلاقة العاطفية بين الرجل والمرأة مثل رواية بنات الرياض ونساء المنكر وغيرهما، وكذلك موضوعات مثل الرواية الواحدة لكثير من الروائيات التي تجاوزت الـ 150 تقريباً، وهذا أمر يدعو للغرابة، ومن الموضوعات المهمة أيضاً عنوان الرواية، وقد رصدت في هذا الكتاب أبرز العناوين المثيرة، وكذلك العناوين المتشابهة، وحللت بعض الظواهر المتعلقة بالعنوان التي تمثل فكر المرأة وطريقتها في اختيار العنوان. كما تناول الكتاب قضية الرجل في رواية المرأة، وكذلك اللون في الرواية النسائية ومدلولاته في العقل الباطن للمرأة التي تهتم ربما بالشكل على حساب المضمون. ومما انفرد به الكتاب أيضا موضوع الأولويات والرصد التاريخي والفني للموضوعات المتخصصة كالرواية التاريخية وأدب الطفل وروايات الرعب وغيرها، وتناول الكتاب أيضا إحصاءات مهمة في الأكثر إنتاجاً.
أما الصعوبات التي واجهتني فبدأت تقريباً من روايات العام 1985م وما بعده؛ حيث وجدت شحاً في السير الذاتية والتراجم للروائيات باستثناء الشهيرات أو الفائزات بجوائز أو الروائيات التي اعتمدت فردياً على الترويج لنفسها وتاريخها، فكانت التراجم قبل هذا التاريخ موجودة في دارة الملك عبدالعزيز، وكذلك موقع كتارا القطري وغيره من التراجم، وقد عثرت على إصدارات الأديب والمؤرخ خالد اليوسف وتواصلت معه وزارني في منزلي، وكانت إصداراته توثق لكل الكتب الأدبية التي تصدرها دور النشر السعودية، ولكن الكتب تعتمد على الببلوجرافيا فقط دون التطرق لسيرة هؤلاء الروائيات، فاضطررت للبحث الشخصي عبر التواصل المباشر مع الروائيات، والبحث في المواقع الشخصية والتواصل مع دور النشر، ومكتبة الملك فهد الوطنية، ومكثت في ذلك مدة ثلاث سنوات، ومن الصعوبات التي واجهتني تشابه الأسماء بين الرجال والنساء مثل (صباح، وندى وغيرهما)، كذلك تشابه أسماء العائلات والقبائل التي تنتشر في دول الخليج العربي، كذلك لا نجد توصيفاً على كثير من الكتب الأدبية؛ فلا تدري هل الإصدار هو قصة أو رواية أو مسرحية، ولا يمكنك التحقق من ذلك إلا بالاطلاع عليه، وهذا لا يتوافر دائماً.
ومن الصعوبات التي واجهتني وتوقف كثير من الروائيات عن عالم الكتابة لأسباب عائلية أو أيديلوجية، ورفض البعض السماح لنا بالترجمة والنسر لسيرتها لأسباب لا أعرفها. وتغلبت على كل ذلك بعرض مسودة الكتاب على العديد من الباحثين والمهتمين، وكذلك عشرات الروائيات حتى وصلت إلى الطريقة الأنسب للنشر.
هيمنة ذكورية
في ظل هيمنة الرجل الأدبية، كيف استطاعت المرأة ـ من وجهة نظركم ـ أن تجد لها مكاناً وسط هذا الزحام؟
الرواية شكل من أشكال الحداثة الأدبية والاجتماعية التي حظي بها المجتمع السعودي، فهي النص الوحيد القادر على استيعاب حراك المجتمع وتفاعلاته، كما أنها النص الذي يقدم النمط الحواري في كيفية تداخل الأنساق الاجتماعية عبر المحكي ذي الخلفيات الاجتماعية المختلفة. ولا يمكن لنا الحديث عن الرواية عموماً والرواية النسوية على وجه التحديد بمعزل عن التحولات الاجتماعية والسياسية للمجتمع السعودي. وقد سجلت فترة الستينيات الميلادية أول حضور للرواية النسائية في المشهد الروائي السعودي.
ولما كانت طبيعة المجتمع في بداياته متحفظة، ولا تمنح المرأة مساحة للتعبير عن مشاعرها، ونظراً لقلة فرص التعليم وقتذاك فقد لجأت المرأة إلى حيل وأساليب أدبية أخرى أسهل في التعبير مثل الشعر، كما لجأ بعضهن إلى الكتابة باسم مستعار كما فعلت سميرة خاشقجي التي أصدرت رواياتها من خارج المملكة، حيث أصدرت أول رواياتها «ودعت آمالي 1958م» وكانت تكتب باسم مستعار «سميرة بنت الجزيرة»، ولجأ بعضهن إلى الكتابة باسم رجل، وفي عهد الملك سعود ـ رحمه الله ـ وتزامناً مع بدايات تعليم المرأة في بلادنا الأعمال النسوية تبتعد عن الهوية السعودية الثقافية رغم نسبتها إلى الرواية السعودية.
وبالنظر في روايات سميرة خاشقجي (التي درست في مصر مطلع حياتها) وهدى الرشيد وهند باغفار الصادرة في فترة الستينيات والسبعينيات الميلادية نجد أعمالاً تبتعد عن الهوية السعودية الثقافية رغم نسبتها إلى الرواية السعودية (بحكم انتمائهن الوطني لا الثقافي)، والعديد من الكاتبات المتقدمات زمناً من أمثال فوزية أبو خالد وشريفة الشملان، يظهر عليهن أثر الثقافة الخارجية التي تبتعد عن بيئتهن الاجتماعية المحلية. فسميرة خاشقجي، على سبيل المثال معظم رواياتها تدور في سياق غير المجتمع السعودي مثل رواية (ذكريات دامعة1961م) أو رواية (بريق عينيك 1963م). وحتى الروايات، مثل (قطرات من الدموع 1967م) التي كتبتها عن المجتمع السعودي لا تعالج التكوينات الاجتماعية بواقعية شديدة الخصوصية والصلة بالمجتمع السعودي بكافة تفاصيله. ولا تخرج رواية (البراءة المفقودة، 1972م) لهند باغفار، ورواية هدى الرشيد (غداً سيكون الخميس 1976م)، وهما روايتان صادرتان في فترة السبعينات الميلادية، عن معالجة بعيدة عن أجواء البيئة السعودية، حيث تدور أحداث الروايتين في بيئتين خارجيتين (تحديداً في المجتمع المصري الشقيق).
هناك نساء كثيرات كتبن بقلم الرجل ولغته وبعقليته، وكن ضيفات أنيقات على صالون اللغة. إنهن نساء استرجلن، وبذلك كان دورهن دوراً عكسياً، إذ عززن قيم الفحولة في اللغة (كما يرى ذلك الناقد السعودي عبدالله الغذامي في كتابه «المرأة واللغة»).
الفارق الزمني بين الرواية النسائية والذكورية
المتتبع للرواية السعودية يرى ثمة فارق زمني كبير بين الرواية النسائية وبين رواية الرجل، كيف تفسر ذلك؟
استهلت الرواية السعودية مسيرتها بصدور رواية (التوأمان) لعبد القدوس الأنصاري وذلك في عام 1930م. في عهد المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود (رحمه الله)، وقد كانت البلاد وقتذاك في مرحلة توحيد وتأسيس. وتأتي رواية (فكرة 1948م) لأحمد السباعي بوصفها الرواية الثانية التي بدت أكثر تعبيراً عن التطلعات الاجتماعية الحديثة، وتلا هذه الرواية رواية (البعث 1948م) لمحمد علي مغربي. ويرى البعض ومنهم الدكتور عبدالعزيز بن محمد السبيل الذي حرر مدخلاّ في قاموس الأدب والأدباء في المملكة العربية السعودية، بأن أول رواية في الجزيرة العربية تاريخياً هي «الانتقام الطبعي» للجوهري، ذلك أن رواية «التوأمان» لعبد القدوس الأنصاري التي صدرت في عام 1930م كانت قبل تأسيس المملكة العربية السعودية التي تأسست رسمياً في عام 1932م.
وكان أول ظهور تاريخي للرواية النسائية السعودية حينما أصدرت سميرة خاشقجي رواية (ودعت آمالي 1958م) معنى ذلك أن الفارق يصل إلى 28 عاماً (نحو ثلاثة عقود)، وهو فارق كبير يعكس صعوبة تقبل المجتمع المحلي للمرأة الكاتبة، ناهيك عن ضعف أدواتها، والمستوى التعليمي الذي شكل فارقاً فيما بعد. ذلك الفارق الزمني بلا شك يعكس هيمنة الرجل على المشهد الثقافي السعودي، ويظهر أثر التحولات الاجتماعية مجدداً ليعكس ارتباط الرواية بتلك التحولات، مع الأخذ في الحسبان أن سميرة خاشقجي كتبت رواية ناضجة بالمفهوم الأدبي في الوقت الذي لم ينضج التعليم بعد في المملكة لكي يؤتي ثماره الأدبية على المستوى النسوي، وهذا ما يشي بأثر الثقافة الخارجية في البلدان العربية المتقدمة على المشهد الثقافي النسوي في المملكة.
ومهم أن نشير هنا إلى أن مصطلحات قصة وقصة طويلة ورواية تداخلت واختلطت معاً لفترة من الزمن، حيث وضعت إحدى هذه الكلمات على الكتاب من غير إدراك لنوعية العمل أهو قصة أم قصة طويلة أم رواية؟ ولم تثبت إلا بعد عام 1980م الذي تغيرت فيه عوالم الكتابة الروائية بكل اتجاهاتها؛ لذلك تتفاوت كثير من آراء النقاد وتتباين حول تأريخ البدايات بالنظر إلى البعد الفني دون التاريخي.
الثقافة الخارجية
كيف ترى أثر الثقافة الخارجية على الرواية النسائية في المملكة؟
المحاولات الفردية التي قامت بها الروائيات السعوديات الأوائل أمثال (سميرة خاشقجي وهند باغفار وهدى الرشيد) تعكس ثقافة أفرادها بعيداً عن السياق الثقافي التقليدي في البلاد، فتظهر الهوية الوطنية بدلاً من الهوية الثقافية، وهذا ما يجعل التأريخ للرواية النسوية في المملكة خارج إطار السياق الثقافي المنطقي للتحول التعليمي في البلاد الذي أقر تعليم الفتاة في تلك الفترة، ولم يؤت أكله بعد.
بالتأكيد نؤمن بأثر الثقافة الأدبية في البلاد المجاورة التي سبقت في مجال الفنون الأدبية كمصر والشام ولبنان والعراق؛ حيث صدرت أول رواية مصرية في عام 1913م (زينب لمحمد حسين هيكل)، أي قبل صدور أول رواية سعودية بـ17 عاماً، والبعض ينسب للبناني (خليل خوري) ظهور أول رواية عربية في عام 1860م، وفي العراق صدرت أول رواية عراقية في عام 1928م، وهذه البيئات وغيرها أسهمت في تشكل هذا الفن الجديد في ذهنية القارئ ليتصارع مع فن القصة الذي رسخ قيمه قبل ذلك.
وكان ظهور المطابع والصحافة والمسرح والأجهزة الحديثة والبعثات الدراسية دوراً في رواج بيئة ثقافية وأدبية ألقت بظلالها على العالم العربية كله، ومنه السعودية، والحق يقال إن الرواية السعودية سبقت بعض الدول العربية مثل الكويت والأردن والسودان واليمن والمغرب وليبيا.
ملامح التطور
ما ملامح تطور الرواية النسائية السعودية التي شكلت هويتها؟
في مرحلة التأسيس للرواية النسائية في أعوام (1959م 1979م)، ظهرت أول رواية سعودية ـ كما أسلفت ـ، وظهرت أسماء الرائدات (سميرة خاشقجي، وسهير خاشقجي، وهدى الرشيد، وهند باغفار، وعائشة زاهر)، وكانت القضايا الشخصية للمرأة السعودية هي المحور الأساسي في أدبها، وجميع أحداث الروايات النسائية لهذه المرحلة تدور خارج السعودية، وهي متأثر بالبيئة الخارجية (المصرية والشامية تحديداً).
ثم تأتي فترة الثمانينيات (1980 ـ 2000م) لتمثل الظهور الحقيقي للرواية النسائية في المملكة العربية السعودية؛ من حيث عمق المعالجة وغزارة الإنتاج، وأصبحت أكثر تعبيراً عن الحياة السعودية، وفاز في هذه المرحلة عدد من الروائيات السعوديات بجوائز محلية وإقليمية إقليمية مثل فوز الروائية ليلى الجهني بجائزة الشارقة في الإمارات عن روايتها الفردوس اليباب 1998م، وفوز الروائية قماشة العليان بجائزة دبي للمبدعات العربيات في الشارقة عام 2000م عن روايتها أنثى العنكبوت، كما حازت رواية قماشة العليان عيون على السماء 1999م على المركز الأول في جائزة أبها عام 2000م، وحصول الروائية السعودية حنان القعود على جائزة الشارقة لإبداعات المرأة الخليجية في المجال الأدبي، في دورتها الثانية لعام 2019م عن روايتها الصائبة.
وفي الفترة من (2001م ـ حتى الآن) في عهد خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين ـ حفظهما الله ـ ومع التطور الكبير والتحولات الثقافية التي شهدتها بلادنا واصلت الرواية النسائية في المملكة تطورها ونضجها فأصبحت أكثر تعبيراً عن المجتمع وقضاياه، وحققت الروائية رجاء عالم جائزة البوكر (الرواية العربية) كأول امرأة عربية تحقق هذا الإنجاز وذلك عن روايتها (طوق الحمام 2011م)، كما فازت الروائية أمل الفاران بالمركز الثاني في جائزة الشارقة للإبداع في الرواية لعام 2004 عن روايتها «روحها الموشومة به».
كما فازت الروائية السعودية مي خالد العتيبي بالمركز الثالث في جائزة الشارقة للإبداع العربي في دورتها العاشرة عن روايتها (كتاب المتعبين)، الروائية السعودية أميمة الخميس فازت أيضاً بجائزة نجيب محفوظ للأدب عن عام 2018م عن روايتها «مسرى الغرانيق في مدن العقيق 2018م»
وشهدت هذه المرحلة صدور أول رواية تاريخية نسوية لهند باغفار وهي رواية مدينة اليسر 2005م، وتتحدث عن مدينة جدة قبل 200 عام. ثم رواية (طرب 2003م) لمها الفيصل وهي تدور أحداثها ما بين العصر العباسي والحديث.
كما تميزت هذه المرحلة بظهور الروايات النسائية المتخصصة ـ إن صحت التسمية ـ وهي التي تغوص في قضايا محددة، مثل الروائية نادية الشهري أول من كتب في روايات الرعب في روايتها «موت قبل الميلاد 2010م « وروايتها «لا أحد يفسد متعتي 2013م».
وهي أيضاً من أوائل من كتب سلسلة مغامرات عربية عن قراصنة البحر وذلك من خلال سلسلة (بيزارو وقراصنة البحر).
أول من كتب في الروايات الخيالية والكوميدية هي سلوى الغامدي (جزيرة الرعب 2012م) وغيرها، وفي الخيال والرعب كتبت موضي محمد الغراء رواية (طارش 2017م)، و(حورجان 2018م) وشاركهما في روايات الخيال العلمي الروائية هتون باعظيم. والروائية عبير قاري في رواية (مستنسخ 2017م). والروائية آمنة صدقي بوخمسين في رواية (دنيا مقلوبة 2017م) رواية اجتماعية يغلب عليها طابع الخيال العلمي. وفي الخيال والميتافيزيقيا كتبت شريفة محمد رواية (جاثوم 2014م). وأول روائية سعودية تكتب عن الإرهاب هي آلاء الهذلول في روايتها (الانتحار المأجور 2004م).
فوز الروائية فاطمة آل عمرو
أصدرت أول رواية بوليسية سعودية (اغتيال صحافية) في عام 2014م. تلتها الروائية منيرة سعد بروايتها (زنزانة النسيان 2016م). كما ظهرت روايات تتحدث عن مرض التوحد، وحرب الخليج، والإعاقة وغيرها من الموضوعات التي استحدثتها هذه المرحلة.
وزارة الثقافة والتراجم
أخيراً، هل تفكرون في إصدار ثانٍ للكتاب؟ وما مقترحاتكم؟
الإصدار الثاني بلا شك أنه ضروري ومهم، ولكن العمل مضنٍ، ولا يمكن أن أكرره دون وجود عمل مؤسسي مدعوم من جهة ثقافية أو حكومية، ولكن أدعو الباحثين لمواصلة المشوار، لا سيما أن وزارة الثقافة تسهم في دعم المرأة وتمكينها في مجال الثقافة والأدب، وهذا الكتاب يعد الأول من نوعه في مجال الرواية النسائية في المملكة، وأقترح أن تتبنى وزارة الثقافة مشروعاً ضخماً لتوثيق كافة مراحل الأدب السعودي وخصوصاً أدب المرأة، وكذلك أرى أن تفرض الجهات الرقابية كتابة المؤلفات لسيرتهن الأدبية على نحو منهجي موحد يفيد من الباحثين بعد ذلك عند دراسة الأدب النسائي، كما أقترح أن تفرض وزارة الإعلام على دور النشر كتابة توصيف الكتاب ونوعه الأدبي، وهو مما تتجنبه دور النشر لأسباب تسويقية (مادية)، وأشكر في الختام كل من تعاون معي، وأسهم في صدور هذا الكتاب.
** **
@ali_s_alq