محمد المنيف
قبل أن ألج إلى بيت القصيد أود الإشارة إلى أن ما أقصده بالفنون هي الفنون المتاحة والمطبّقة في مدارسنا كالنشاط المسرحي ومادة التربية الفنية.
فقد سعدت كغيري ممن عمل في تدريس مادة التربية الفنية بعد أن سمعنا عن اعتزام الدكتور عزام الدخيل وزير التعليم استحداث فصول للموهوبين في المدارس الابتدائية الأرض الخصبة لاكتشاف المبدعين في حال إيجاد كوادر لديها إمكانية اقتناص هذه الكنوز من بين سبل ضياعها.
سعادة تشمل معشر من عمل في تدريس مادة التربية الفنية أجيال تلو أجيال منذ إدراجها ضمن المواد الدراسية كمادة رسمية في الستينات الميلادية وقام على وضع منهجها مختصين مؤهلين نعتز بما تركوه لنا من إرث إبداعي وبما قدّموه من جهود أثمرت بالكثير من الموهوبين الذين أسسوا الحراك التشكيلي السعودي نافسوا به من سبقوهم على المستويين العربي والعالمي.. كما لا ننسى جهود من يعمل بها حالياً من معلمين متخصصين ومشرفين.
أعود لبيت القصيد وهو السؤال الذي سقطت إجابته في مؤسسة موهبة بحذفها لجانب الفنون في مهامها وركزت على جوانب لا يقل موهوب الفنون فيها عن غيره ممن تهتم بهم المؤسسة.
فهل سيجد التلاميذ الموهوبون في مادة تربوية تهتم بالوجدان وتفتح آفاق الابتكار والاختراعات وفي مرحلة هي البيئة الحقيقية للاكتشاف المواهب مبكراً.. إنهم مواهب الرسم والتلوين والتشكيل أصحاب الخيال والقدرة على التعبير عن ما يسبقون به مستقبل حضارتهم.
إننا نحمل الأمل لإعادة حقوق مادة التربية الفنية التي تم استيلاء بعض مديري المدارس على حقوقها من مراسم (استوديوهات) خصصت لهذه المادة في مشاريع بناء المدارس (سابقاً) وتحولت إلى مستودعات أو غرف لأنشطة يسعى مشرفوها إلى التضييق على المبدعين الصغار لعدم قناعتهم بها أو لأسباب أخرى، مع ما تعرضت له هذه المادة من تقليص حصصها وتكليف لتدريسها من لا يعيها أو يتلقى لها أي علم أو شهادة.
أعلم أن الدكتور عزام يعي ما لهذه المادة من أهمية في بناء شخصية الطفل وأهمية تنمية مواهبه وأعلم بعلمه ما لهذه المادة والموهوبين فيها من اهتمام عالمي.. وهذا يكفي لنطمئن على مستقبلها.