في البداية أتقدم بالتهنئة الخالصة والتبريكات للأمير نواف بن سعد بمناسبة اختياره رئيساً لمجلس إدارة نادي الهلال لأربع سنوات قادمة راجيا من المولى القدير أن يكلل عمل سموه بالتوفيق والسداد والنجاح، إن رئاسة نادٍ بحجم ومكانة الهلال زعيم زعماء آسيا أمانة ثقيلة في الأحوال العادية فكيف بالحال وهو يمر بظروف صعبة للغاية لا تخفى على كل متابع وإنْ كان لي أن أصف طبيعة عمل الإدارة الجديدة في المرحلة الهلالية الحالية فهي شبيهة -مع الفارق- بمشاريع إعادة الإعمار للبلدان المنكوبة أو بعملية إطفاء آبار النفط الكويتية المحترقة بعد تحريرها من الغزو العراقي عام 1991م! لذلك أظن من الظلم استعجال نتائج عمل الإدارة الحالية وهي بصدد معالجة أخطاء الإدارة السابقة لكي يقف النادي على قدميه من جديد، إلا أن ما يدعو للتفاؤل ما سمعناه وشاهدناه في المؤتمر الصحفي الذي عقده سمو الأمير نواف في يوم تنصيبه رئيسا للهلال، وما تبعه من عدة إجراءات داخل النادي تجعل المشجع الهلالي يطمئن على مستقبل ناديه بأنه في أيدٍ أمينة، ولأننا في عصر إداري هلالي جديد في كل شيء خصوصا في التعامل مع ما يطرح في الإعلام بشتى أنواعه فإنه يشرفني توجيه رسالة مفتوحة مباشرة لسمو رئيس نادي الهلال أوجزها في النقاط الآتية وهي ليست رسالة خبير أو استشاري كلا، بل هي مشاعر مشجع هلالي عادي:
لا يخفى على سموكم الكريم أن أبسط قواعد النجاح لأي عمل إداري في الأندية هو السريّة لدى صناع القرار و مستشاريهم وبالتالي فإن إفشاء أي موضوع قبل تمامه ستكون عاقبته الفشل كما حدث غير مرة في صفقات عدد من اللاعبين في مرحلة ماضية على سبيل المثال، حتى وصل الحال بالمشجع الهلالي متابعة حسابات بعض الصحفيين المحسوبين على أندية أخرى في مواقع التواصل الاجتماعي لمعرفة آخر مستجدات البيت الهلالي! وإنني إذ أشيد بحديث سموكم الكريم وتأكيدكم للجماهير بالاعتماد فقط على ما يبثه مركز الأمير فهد بن سلمان الإعلامي بنادي الهلال وترك ما دون ذلك فإني أنصح سموكم توخّي الحذر من تسرّب أخبار الإدارة عبر بعض الأشخاص الذي استطاعوا في غفلة من الزمن اقتحام الدوائر المغلقة في الداخل الإداري الهلالي والتباهي بنشر الأخبار الحصرية التي تضرّ المصلحة العامة للنادي ليس هذا فحسب بل ربما وصل الأمر إلى تسريب المعلومات لمجموعة من الإعلاميين غير الهلاليين الذين لا يدّخرون جهدا في سبيل مضرّة الهلال! وكم عانى النادي من مشاكل جمة بسبب هذا السلوك الوافد و الغريب على الهلال والهلاليين، ويتطلع المدرج الهلالي من سموكم الكريم القضاء على هذه الظاهرة الدخيلة.
سمو الأمير، وأنتم في مرحلة مهمة مع بداية عهدكم الإداري ستحتاجون إلى الهدوء داخل النادي أكثر من أي وقت ٍمضى خصوصا من منسوبي النادي إداريين ولاعبين، فلن يكون من صالح النادي والفريق الأول لكرة القدم على وجه الخصوص فتح أي جبهة إعلامية خصوصا إذا كان طرفها بعض اللاعبين الذين أدمنوا الأضواء حتى الثمالة ناهيك عن العلاقات الواسعة في الوسط الإعلامي وسهولة تواجدهم في الشاشات بشكل يفوق عدد كاميرات ساهر، لذلك فإن سموكم أمام مسؤولية تاريخية لاستئصال كل ظاهرة من شأنها التأثير بشكل سلبي على عملكم، وأعتقد بأنه من المناسب الاستفادة من قيمة عقود هذه النوعية من اللاعبين بتسويقها إما لأندية محلية أو إقليمية خصوصا إذا اجتمعت عوامل الظهور الإعلامي الدائم مع التصريحات غير المسؤولة وانخفاض المستوى وتقادم السن في لاعب واحد أو مجموعة من اللاعبين.
سمو الأمير، الهلال بجماهيره المترامية الأطراف من شرق البلاد إلى غربها ومن جنوبها إلى شمالها هو عبارة عن كنز ثمين في عصر تحول الرياضة إلى صناعة، فالمشجع الهلالي يتساءل أليس من حقي مشاهدة متجر الهلال في أحد أهم الطرق الرئيسة في العاصمة الرياض وبمساحة شاسعة تجمع في ردهاتها كل البضائع التي أحتاجها والتسوق بشكل مريح؟ لا أعتقد أن تحقيق هذه الرغبة الجماهيرية الملحّة يعد من أضراب المستحيل، فالهلال الكيان يتميز بكثرة شرفييه ذوي رؤوس الأموال ولن يعجزهم إنشاء متجر للهلال يكون حديث الناس على مستوى الخليج ولنا في تجربة عضو شرف الهلال الأستاذ حسن الناقور مع نادي تشلسي الإنجليزي خير برهان وسموكم الكريم بخبرتكم الإدارية الفذة خير من يستقطب الهلاليين العاشقين الذين يسعدهم خدمة ناديهم في أي مجال خصوصا في مجال الاستثمار.
(إذا لم نسمع لجمهور الهلال فلمن نسمع؟!) هذا التساؤل العميق الجميل هو إجابة سموكم الكريم عن سؤال للإعلامي المخضرم الأستاذ مصطفى الأغا عندما حللتم ضيفا في برنامجه فائق القيمة والتميز (صدى الملاعب) والحقيقة أن كل منصف يشهد لسموكم بأنكم كنتم دوما في صف المدرج الهلالي الكبير مستمعا لمطالبه ومنصتا لآلامه وآماله سواء عندما كنتم عضو شرف أو نائبا للرئيس، واليوم -وما أجمل اليوم- بقيتم على هذه الروح العاشقة للهلال وجماهيره فهنيئا لسموكم بالهلال وهنيئا للهلال بسموكم ولست هنا في موضع إطراء كاذب بل ناقلا لمشاعر الهلاليين والهلاليات على مواقع التواصل الاجتماعي منذ اللحظات الأولى لتزكية سموكم رئيسا للهلال.
سمو الأمير، عندما يحلّ العام 2017 سيكون هو عامكم الثاني كرئيس للهلال وسيتزامن ذلك مع الذكرى الستين لتأسيس نادي الهلال ولن أفصّل في هذه الجزئية لأنني أعددتُ ملفاً كاملاً عن هذه المناسبة وسأزور سموكم الكريم في النادي لأتشرف بتسليمه لكم.
ختاما دعواتي الخالصة لكم بالتوفيق والسداد والنجاح.
- محمد السالم