محمد المنيف
عندما قررت وزارة الثقافة إنشاء جمعية للتشكيليين وبعد التصويت على أسماء المرشحين لإدارتها.. توالت سبل التعامل معها من جانب قلة من التشكيليين، منهم من فرغ نفسه لصناعة معاول هدم وطعن في خاصرة الجمعية مع أول أيَّام أو أشهر ولادتها، تمثلت تلك المعاول في مقالات صحفية أو عبر المواقع على الشبكة العنكبوتية أو تصريحات في مقابلات صحفية قوبلت بالصمت من قبل من يعمل من أجل تأسيس مسار صحيح للفن التشكيلي، قابل هذا الفعل طرف آخر يغرس فسائل النخل لإيجاد مضلة دعم تستظل بها الجمعية من وهج الهجوم وشدة سخونته دون مبرر.
وإذا غضضنا الطرف عن المعاول أو الطعن ملتمسين لهم بعضا من السبعين عذرا التي أمرنا رسولنا الكريم بالتماسها لأولك الأحبة القلة في مجموع الفنانين الآخرين الذين علينا أن نحتفي بمواقفهم الداعمة بالكلمة والنصيحة والتطوع للعمل خدمة للفن التشكيلي وفنانيه، بدءا بالعاملين في المركز الرئيسي أو الفروع.
ومنها ما نحتفل ونحتفي به وحظي بتقدير الرئيس الفخري للجمعية صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور فيصل بن محمد بن سعود، وما نعلمه مسبقا من مشاعر التقدير من كل من سيصله الخبر ذلك هو الموقف الذي يحدث لأول مرة على مستوى المملكة من أفراد وليس من مؤسسات، المتمثل فيما قام به الفنان رضا وارس والفنانة فاطمة وارس بتقديمهم صالة رضا التي يمتلكونها لتكون تحت تصرف فرع جمعية التشكيليين في مكة المكرمة.
الموقف هنا يجمع الكثير من الصدق في حب اطهر بقعة على وجه الأرض وللمبدعين فيها، وصولا إلى كل فنان على مستوى المملكة يرغب في إقامة نشاط أو معرض في الجاليري، إضافة إلى أن هذا الموقف رد صريح ومؤثر لكل من يترقب فشل الجمعية أو تراجعها ويطرح التساؤلات الواهية (ماذا قدمت الجمعية ؟؟ دون أن يسألوا أنفسهم ماذا قدموا للجمعية ؟؟).
كل الشكر والتقدير للفنان رضا وارس والفنانة فاطمة وارس على هذا الموقف الكبير والعظيم بعظمة وقوة تلقيه من قبل الفنانين السعوديين في كل مكان، موقف مشرف يعبر عن قناعة أبناء مكة بإدارة الفنان صديق واصل لفرع الجمعية في مكة البلد الذي نعتز أن تكون الجاليري مرتكزا لأن تحمل هوية الفن الإسلامي والفنون الحديثة.
يأتي هذا الموقف في وقت تتلقى فيه الجمعية قرار أرضها في العاصمة الرياض بمساحة عشرة آلاف وثمانمائة متر بإمضاء وزير الشؤون البلدية والقروية المهندس عبد اللطيف آل الشيخ وبموقف لا ينسى للمهندس عبد الله المقبل أمين الرياض السابق وزير النقل الحالي، والشكر موصول للمهندس إبراهيم السلطان أمين الرياض الحالي.