فهد بن جليد
على المرأة العربية أن تحمد الله وتشكره أننا نصفها (بالمهرة)، و(المها) و(أنواع الغزلان)... إلخ ذلك من صفات المديح العربي في الأشعار والغزل، المُرتبطة عادة بأسماء حيوانات (أليفة وأنيقة)!
ولك أن تتخيّل ما يحدث بين أبناء وبنات (العم سام) من غزل ودلع؟!
هذا الأسبوع نشر الكاتب الألماني (كاتي موسر) أكثر من عشر صفات وأسماء، يُدلع بها الخواجة (زوجته أو حبيبته)، عندما يريد مُغازلتها حتى أمام الآخرين في الشارع، والعجيب أنها مبسوطة بذلك، ومُقتنعة، وربما تشققت من الفرحة والرومانسية، ومن أشهر صفات الدلع أن يناديها بـ(ماوسي - فأرتي) يا عيني على الغزل! بداية موفقة عندما يصف الزوج زوجته (بالفأرة) - احذر من استخدام هذه المُصطلحات - لتدليع (زوجتك العربية) لأن النتائج غير مأمونة؟!
المشكلة أن الزوجة قد ترد على زوجها (لبيه) يا (بيرشن - دبي الصغير) والمصطلح يُستعمل لمناداة الأزواج ذوي (الكروش الكبيرة)!
ولن تستغرب في ألمانيا لو سمعت رجلاً ينادي زوجته بـ (شنيكه - حلزونتي) وتعني (يا حلزونة يا رشيقة) لأنها عصلا ونحيفة!!
كنت أعتقد أننا وحدنا (العرب) مُتفرّدون بإدخال أسماء (الحيوانات) في قاموس المديح والهجاء، نتيجة تأثرنا ببيئتنا الصحراوية، كما فعل ذلك الشاعر العباسي (علي بن الجهم)، عندما شبّه (الخليفة المتوكل) بالكلب في حِفاظِه على الود، وكالتيس في قراعِ الخطوب.. إلخ القصة المعروفة نتيجة حياته القاسية في الصحراء، وكيف تغيّر حاله عندما أمر له الخليفة (ببستان) مليء بالخضرة والماء العذب في الرصافة، حتى قال رائعته:
(عيون المها بين الرصافة والجسر
جلبن الهوى من حيث أدري ولا أدري)!
ولكن ها هم (الخواجات) يثبتون يوماً بعد آخر، أن هناك صفات جميلة مُشتركة (بيننا وبينهم) في هذه الدنيا، وإن كانت النساء لدينا يحصلنّ على صفات أفضل من (الفأرة والحلزونة)، فالعربية لا توصف إلا بـ (المها والريم)، في حين يوصف زوجها (بالذيب) و(الجمل) و(الحصان) نتيجة كرمه، وشجاعته، وحصافته، وشدة تحمّله مصائب الحياة؟!
اللهم لا اعتراض!
وعلى دروب الخير نلتقي.