رقية الهويريني
أطلق أحد الأطباء النفسيين دعايةً عن جهاز ألفا- ستيم، وادّعى أنه فعَّال في علاج الاكتئاب والقلق وعدد من الاضطرابات النفسية وذلك من خلال فيديو في موقع يوتيوب وقدَّمه على شكل عرض دعائي لمريض يتحدث عن فائدة الجهاز.
ويعد العرض إعلاناً صريحاً للاستخدام الآمن للجهاز في معالجة المرضى، ويتم بيعه في مركزه الطبي الخاص!
ونشط طبيب متخصص (أمين) وقدَّم لمتابعي تويتر الأدلة المؤكّدة لعدم فعالية الجهاز، بل يفند ادّعاءات الطبيب المدّعي بأدلة دامغة، مما أحدث بلبلة عند الناس وطالبت وزارة الصحة بالتوضيح. فسارعت الجمعية السعودية للطب النفسي وأصدرت بياناً عبر تويتر يؤكّد أن الجهاز لم تثبت فعاليته علمياً ومهنياً! كما أعلنت اللجنة الوطنية لتعزيز الصحة النفسية التابعة لوزارة الصحة عبر حسابها في تويتر أنها ستقوم باتخاذ الإجراءات اللازمة لحقوق المرضى المادية والمعنوية وفقاً لأحكام نظام الرعاية الصحية.
والحق أن بيع هذا الجهاز وتداوله والإعلان عنه بهذه الصورة يثير استياءً وإحباطاً شديدين للمرضى وذويهم، حيث لم يكن لهيئة الغذاء والدواء دور إيجابي تجاه استعمال هذا الجهاز رغم عدم تصريحها ببيعه أو تسويقه! فضلاً عن الموقف السلبي من لدن وزارة الصحة أمام تجاوز بعض الأطباء لأخلاقيات المهنة سواء بالترويج له أو تداوله في مركز طبي بعينه. وكذلك الموقف الغامض لوزارة التجارة والصناعة في مسألة بيع جهاز بسعر مبالغ فيه وبأكثر من عشرة أضعاف سعره الحقيقي، وهو أصلاً غير مرخص باستخدامه لعدم ثبوت فعاليته!
وفي حين يمكن قبول دعايات التجار وادّعاءاتهم حول بعض المنتجات التجارية؛ إلا أنه لا يمكن القبول مطلقاً بمتاجرة الأطباء واستغلال حاجة المرضى للشفاء. إلا أن الجميل هو حضور المصداقية والعدالة من قبل طبيب نفسي سعودي في تويتر حينما رأى تهافت الناس على شراء الجهاز الوهمي وقيامه بمسؤوليته بوعي مميز، ولكنه واجه بمصداقيته تعاملاً قاسياً وفجوراً في الخصومة من لدن المتضرّر من الانكشاف، بينما ينبغي أن يحصل على الحماية الكافية والتقدير لكشفه هذا الخلل الأخلاقي من لدن طبيب يبدي التدين ويستخدم الشهرة دثاراً له.
وفي الوقت الذي كنا ننتظر موقفاً حازماً من وزارة الصحة بمعاقبة الطبيب على الإخلال بمهنته، ومنعه من ممارسة المهنة، وإعادة المبالغ للناس، لم نرَ سوى الاكتفاء بالتحذير الخجول من استخدام الجهاز!! ومعلوم أن اتخاذ مثل هذا الموقف وهذا الإجراء لن يردع أحداً بعد ذلك!! فلا بد من اتخاذ موقف أكثر صرامة ليبقَى احترام القانون!!