فهد بن جليد
كل عام يتجدد الخلاف بين علماء الشريعة و(علماء الفلك) حول إمكانية رؤية هلال شهر رمضان هذه الليلة، أو إكمال شعبان ثلاثين يوماً!
بعض أصحاب الفضيلة يرون أن رأي (علماء الفلك) يجب أن يكون رأياً مُعتبراً عند التحري والترائي، ولكنه ليس قطعياً، على طريقة المفتي المصري الشيخ محمد عبده عندما سأله (مُستشرق) كم ينتج إردب القمح من رغيف؟ بهدف إحراج الشيخ ليثبت أن العلم الشرعي ليس كل شيء؟!
فسأل الشيخ طلابه (من منكم يعرف خبازاً ليُجيب على سؤاله)؟ فاعترض المستشرق قائلاً: جاء في القرآن {مَّا فَرَّطْنَا فِي الكِتَابِ مِن شَيْءٍ} (38) سورة الأنعام، فرد عليه الشيخ بذكاء وسرعة، وجاء فيه أيضاً {فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ} (43) سورة النحل، أوليس (الخبازون) هم أهل الذكر والعلم فيما سألت عنه؟ فاقتنع المستشرق بعظمة الإسلام، وصحة منهجه، وأنه دين علم وعمل!.
علماء الفلك يقولون رؤية الهلال مساء اليوم (مُستحيلة فلكياً) في منطقتنا، بسبب غروب القمر قبل غروب الشمس، أو بسبب ما يُعرف بالاقتران السطحي، لأن الاقتران المركزي (المحاق) سيحدث عند الساعة الثانية وخمس دقائق ظهر اليوم (بالتوقيت العالمي) - بمشيئة الله - وأن الرؤية المحتملة لن تكون بين خطي عرض60 شمالاً و60 جنوباً، مما يستثني فقط جنوب غرب أفريقيا، وأمريكا الجنوبية والمحيط الهادي!
بكل تأكيد ثبوت رؤية هلال شهر رمضان، وكذلك رؤية هلال شهر شوال، خلاف حسابات الفلكيين، له نكهة خاصة ويعطي شعوراً بالمفاجأة، وله لذة كبيرة في العبادة، خصوصاً وأننا تعودنا في سنوات ماضية على مثل هذا الأمر الذي يأتي فجأة! ولكن هل يمكن أن نستعين يوماً (بالنفي فقط)؟ ليُعلن رسمياً قبل نهاية شعبان، أن غرة رمضان ستكون في (اليوم الفلاني) لاستحالة الرؤية بالعين المجردة أو التحري في غيره تبعاً لرأي (علماء الفلك)؟!
لا جديد، سنستمر هذا المساء (ككل مرة)، نترقب على طريقة: (شافوه.. ولا ما شافوه)؟!.
وعلى دروب الخير نلتقي.