يوسف المحيميد
مع بدء أعمال تنفيذ مترو الرياض، تحولت الرياض إلى خلية عمل واضحة ومرهقة رغم أن معظم الأعمال تتم تحت الأرض، لكن ذلك لم يلغِ تغيير خارطتها المرورية، فمن الصعب أن يعرف قائد المركبة من أهالي الرياض، فضلاً عن ضيوفها، كيف تحولت الطرقات، وأن طريق العليا - على سبيل المثال - أصبح طريقاً واحداً من الشمال إلى الجنوب، ومن الصعب أيضاً أن يتنبأ قائد المركبة عن كثافة الحركة المرورية في بعض الطرقات.
لم يعد مشوار النصف ساعة في الرياض كما كان سابقاً، بل أصبح مضاعفاً مرتين، وأكثر أحياناً، ومع هذه الكثافة والضغط في بعض المحاور المهمة، كطريق الملك فهد، وطريق الملك عبدالله، وشارع العليا، وغيرها، تتحول القيادة إلى المزيد من الرعونة والتهور، مما يعني المزيد من الحوادث المرورية، والمزيد من التعطيل والزحام، في مقابل ندرة رجال المرور في مثل هذه المواقع!
ولا يخفى أن هناك جهوداً كبيرة لتوعية قائدي المركبات، ونشر صور وأخبار التحويلات المرورية، وتغيرات خارطة السير في الرياض، سواء في وسائل الإعلام التقليدية كالصحف والتلفزيون، أو في وسائل الإعلام الجديد والإنترنت، أو حتى في تطبيقات جيدة يمكن استخدامها في أجهزة الهواتف الذكية، مثل تطبيق (دليلة الرياض) الذي يتم تحديثه باستمرار، ويساعد في معرفة التحويلات والتغييرات المستمرة فيها.
ولكن السؤال المهم، ما جدوى مثل هذا التطبيق المهم، الذي يوضح مسار الطرقات في رياض المترو، ما لم يتم الترويج له في كل وسائل الإعلام، وفي الجهات الحكومية والقطاع الخاص، وفي الجامعات ومدارس التعليم العام؟ صحيح أن هناك فرقاً إعلامية تزور الجهات الحكومية وتشرح للموظفين التحويلات، وتوزع عليهم (البروشورات) التي تساعد في فهم الرياض الجديدة، ولكن ليس بالضرورة أن يستفيد منها جميع الموظفين، ما لم تكن جزءاً راسخاً في أجهزة الهواتف الذكية.
وحتى هذا الأمر لا يكفي أحياناً، ما لم يكن هناك رجال مرور بطاقة استثنائية، يقومون بدورهم الروتيني من جهة، إضافة إلى الدور التوعوي من جهة أخرى.
ولعل أكثر ما يؤرق سكان الرياض أنها ليست كالمدن الأخرى في العالم، التي يسهل فيها تحديد ساعات الذروة، المرتبطة بخروج موظفي الجهات الحكومية والقطاع الخاص مثلاً، وإنما تميزت هذه المدينة بالاختناقات المرورية اليومية في جميع الأوقات، نهاراً وليلاً، مما يصعب على مستخدم الطرقات اختيار أوقات الهدوء، لأن الرياض أصبحت مدينة لا تهدأ، ولا تنام!