رقية الهويريني
أصبح من المعتاد سماع أو مشاهدة وقوع حادث مروري يروح ضحيته عدد هائل من البشر، يفوق ضحايا الإرهاب في العالم، حيث يصل عدد القتلى في المملكة من جراء الحوادث المرورية إلى واحد وعشرين شخصاً يومياً! مما يشير إلى الحاجة لوضع إستراتيجية مرورية شاملة بهدف تحقيق انخفاض في الخسائر البشرية والاقتصادية للحوادث، ابتداء من بث الوعي المروري، مروراً بتحديث جهاز المرور إدارياً، وانتهاء بتأهيل رجال المرور والجدية في أداء العمل ميدانياً في سبيل إنقاذ أرواح الآلاف من العبث القائم في الشوارع لتخفيف التوتر وتقليل عدد الإصابات والوفيات، وما ستؤدي له الإستراتيجية بالنهاية من مردود مادي حفاظاً على خزينة الدولة. وهو ما يؤكد ضرورة عودة هيبة رجل المرور السابقة.
وسأستعرض عدداً من الظواهر الأكثر إزعاجاً وخطراً:
** قيادة صغار السن واستهتارهم.
** تجول السيارات القديمة والمهترئة للوافدين التي تنفث الأدخنة الضارة، ناهيك عن توقفها أثناء السير محدثة تعطيلاً للمرور.
** الفوضى في عبور بعض السائقين عند دخول الطرق والخروج منها مما يظهر سلوكيات عجيبة للمتهورين والمتسللين وغير المبالين.
** قيادة المتهورين وتجاوزهم السيارات من أكتاف الشوارع أو قفز الأرصفة.
** استخدام الهاتف الجوال أثناء القيادة وبالأخص كتابة الرسائل وهو أمر خطير، ولا يعد الاكتفاء بإصدار قرار وزاري كافياً ما لم توجد مراقبة ومتابعة.
** تنقّل وسير الشاحنات المحملة بالأثقال والصخور دون الالتزام بالتوقف بوقت الذروة.
** الانعطاف من أقصى اليمين لأقصى اليسار بعد إضاءة اللون الأخضر للإشارة، ويشكل ذلك خطورة قصوى واستهتاراً ببقية السيارات ووقوع حوادث حتمية!
** التقدم ببطء عند الإشارة الحمراء والوقوف على خط المشاة، بحيث لا يرى السائق الإشارة عند إضاءتها للسماح بالعبور، فيؤدي لتعطيل من خلفه!!
** الاستمرار باستخدام اللوحات القديمة التي لا تخضع لمراقبة ساهر مما يجعل صاحب السيارة في أمان من العقوبة في تجاوزه السرعة أو قطع إشارة المرور.
** الوقوف الخاطئ لبعض السيارات أمام المساجد والأسواق والمطاعم، ووقوف باقي السيارات عشوائياً مما يؤدي لإغلاق الطرق وإعاقة جهود سيارات الإسعاف والطوارئ والدفاع المدني.
** صمت المرور أمام بعض السيارات التي تحمل عبارة «سائق تحت التدريب» مما يعني مقداراً هائلاً من المخالفات المعلنة لهذا التنبيه الخطير!
ولا شك أن وضع المرور الحالي مؤسف طالما كان قابعاً بين قوانين مغيبة، وجهاز متقاعس، وأفراد متهورين!