خالد الربيعان
قبل أيام استضاف ملعب الجوهرة الفخم نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين بين الهلال والنصر، وفي اليوم الذي تلاه رأينا جميعاً نهائي دوري الأبطال بين برشلونة ويوفنتوس في
الاستاد الأولمبي ببرلين، تتالى الحدثان بهذا القرب أظهر للمهتمين بالتسويق الرياضي عدة أشياء لابد من الوقوف عليها أولها الفجوة الواسعة التي مازلنا فيها!
نهائي الهلال والنصر رأيناه خرج بصورة متواضعة تسويقياً للغاية بالمقارنة بالنهائي الكبير الذي تلاه!، قيمة نادي الهلال السوقية كانت 16 مليون يورو فقط، النصر كانت قيمته 12.8 مليون يورو، جائزة البطل 5.5 مليون ريال، جائزة الوصيف 3.5 مليون ريال، الحقوق التسويقية تملكها شركة واحدة فقط هي شركة «صلة»!
مبيعات التذاكر في أقصى تقدير لها 5.5 مليون ريال، الرعاية والإعلانات داخل الملعب 4.5 مليون!، لم نر أي مظاهر تنظيمية تبهر أو حتى تدهش!، وكأنها مباراة دوري عادية المستوى بين فريقين عاديين وليس بين أكبر ناديين سعوديين!
الألمان في برلين جعلوا أفواهنا مفتوحة من الاحتفال الرهيب قبل المباراة! مدته كانت خمس دقائق فقط! وأنا متأكد أنه سيصبح حديث الجميع حتى موعد النهائي القادم، التذاكر الخاصة ببرشلونة فقط بيعت في 3 أيام!، النادي تلقى طلبات شراء أكثر من التذاكر المتاحة بـ 20 ألف طلب!، مما جعلهم يلجأون للقرعة لاختيار الفائزين بالتذاكر!!
إيرادات مدينة برلين من قطاع السياحة في هذا اليوم فقط 25.9 مليون جنيه إسترليني!، بينما لم يتحقق عشر هذا الرقم في نهائي الجوهرة!، كان تقييم برشلونة سوقياً 2.9 مليار يورو أي 260 ألف ضعف قيمة النصر! وقيمة يوفنتوس كانت 774 مليون يورو!
نهائي الهلال والنصر كان متواضعاً جداً في التسويق والتنسيق والرعاة و الاهتمام بالحدث والإعلانات قبل الحدث بفترة، والزخم الإعلامي الضعيف على مستوى الفضائيات وعلى مستوى منصات التواصل الاجتماعي!
لم نر في نهائي الجوهرة ما يجعلنا نفخر بمستوى التسويق الرياضي السعودي وحركة الاستثمار الكروي رغم وجود الكفاءات والدماء الشابة حولنا والتي للأسف لم تجد طريقها حتى اللحظة داخل أروقة الاتحاد، ليسود الفكر القديم المتكرر غير المتوافق مع هذا العصر في الرياضة السعودية!
تقرير اقتصادي وحيد بعد المباراة عن أرباح النهائي الهلالي - النصراوي تسويقياً، تحدث بفخر عن ارتفاع أرباح 23 مطعماً في إستاد الجوهرة، نتيجة الزحام الجماهيري في نهائي الهلال والنصر، منيت نفسي بقراءة رقم كبير للأرباح، عرفت في التقرير أنها ارتفعت بمقدار 80% نتيجة وجود 60 ألف مشجع!، رجعت لأخبار أرباح نهائي برلين عرفت أنه في يوم النهائي فقط ربحت المدينة الألمانية 5 مليون يورو من نشاط السكن والإقامة، 2.1 مليون من التنقل والمواصلات، 1.7 مليون مأكولات ومشروبات، 2 مليون يورو من الهدايا!!
الهلال والنصر
الهلال والنصر يحتاجان عملا كبيرا جداً وعلى القائمين عليهما بناء هوية تسويقية واضحة ورفع القيمة السوقية في جميع الأجزاء والعمل على تعزيز ثقافة التسويق الرياضي وهذا يتطلب عملا كبيرا يكون فيه فكر الشباب هو السائد والذي ينبع من خارج الصندوق.