سعد الدوسري
بعد الأصداء الواسعة التي حظيت بها مبادرة وزير التجارة والصناعة، والتي شكر من خلالها أمهات الموظفين الجدد، لكي يحفزهم بطريق غير مباشر على الإحساس بمسؤولياتهم، جلستُ أفكر في مبادرات مشابهة، نستطيع من خلالها تحفيز العاملين في قطاعات أخرى. وسأقترح هنا مبادرة مهمة، وهي عبارة عن لوحة كبيرة على مدخل غرفة عمليات في مستشفى:
- شكراً لك على عدم إجراء العملية في العضو السليم!
ربما ستسهم هذه المبادرة في جعل بعض الجراحين المعترف بهم من هيئة التخصصات الصحية، أو غير المعترف بهم ويعملون في المستشفى زوراً وتزويراً، في جعلهم يعيدون حساباتهم في الآلية التي يجرون بها عملياتهم للمرضى المتأملين من الله ثم منهم الشفاء العاجل. فهذه الآلية التي صارت سمةً واضحة من سماتهم، لا ينتج عنها إلاّ مزيداً من المشاكل الصحية، التي تبدأ بأخطاء فادحة وتنتهي بأخطاء صغيرة، لكنها مؤثِّرة بشكل يومي على المريض طيلة حياته.
قد يظن البعض أنني أمارس في هذا الصدد نوعاً من الكوميديا السوداء، لكن الأمر ليس كذلك أبداً، فنحن نسمع ونقرأ ونشاهد كل يوم كماً هائلاً من الأخطاء الطبية، دون أن يظهر ذلك على الإعلام أو وسائل التواصل الاجتماعي؛ يظهر فقط الكوارث، أما الأخطاء المتوسطة، فلا يتحدث عنها سوى أصحاب الشأن، الذين لا يملكون بعد ما يجري لهم سوى:
- حسبنا الله ونعم الوكيل.
إذاً، فكروا جدياً بأمر هذه المبادرة.